الثقافي

"عدو الشعب" تحاكي صراع المال والقيم على ركح بشطارزي

في عرضيها العام الأول

 

سيحتضن المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، أمسية اليوم الأحد، 27 مارس المصادف لإحياء اليوم العالمي للمسرح، العرض العام لمسرحية "عدو الشعب" للمخرج حيدر بن حسين التي اقتبسها عن نص يحمل العنوان نفسه للكاتب النرويجي هنريك إبسن، حيث سيحاول المخرج عبر 90 دقيقة، أن يقدم مقاربة واقعية حول جدلية المال والقيم.

وعن اختياره لهذا النص بالذات دون غيره من النصوص التي يملكها هذا الكاتب لتقديمها على ركح المسرح الجزائري، قال المخرج حيدر بن حسين على هامش الندوة الصحفية التي نشطها حول العمل المسرحي الجديد له، إنه راجع لكونه يتميز بمقارنة واقعية لما نعيشه في مجتمعنا الجزائري وأيضا مختلف الشعوب في العالم، وتقديم العرض العام جاء صدفة مع إحياء اليوم العالمي للمسرح ولم يكن مقصودا.

وعن محتوى المسرحية "عدو الشعب"، قال حيدر بن حسين إنها تتطرق لتجربة الدكتور توماس ستوكمان الذي يكتشف أن مياه الحمامات التي يعيش من خدماتها جميع أبناء القرية ملوثة بالجراثيم وتعرض حياتهم (أهل القرية) للخطر، وأمام خطورة هذا الإكتشاف، يقرر الدكتور توماس دعوة أهالي القرية للاجتماع ويعرض عليهم نتائج أبحاثه، معتقدا أن وسائل الإعلام معه، لكن الاجتماع يكشف له تحالف السلطة مع الإعلام ومع أصحاب المال الفاسد، بحيث يقود هذا التحالف الجماهير للهتاف ضد الدكتور توماس وإطلاق عليه تسمية "عدو الشعب" ويعدّونه خطرا على المجتمع ويجبرونه على الخروج من الإجتماع، ويحصد بذلك الدكتور توماس وعائلته نتائج مأساوية إجتماعيا وإنسانيا نتيجة لمواقفه ويتعرض أبناؤه لمضايقات في المدرسة، ويفقد توماس كل شيء ويصبح عدو الشعب لأنه أراد أن يحارب الفساد.

وعن الغرض من إنجاز هذه المسرحية في هذا الوقت بالذات، وما الرسالة التي يريد توجيهها ولمن؟ قال حيدر "إن ما تعالجه المسرحية من هموم وفساد نعيشه يوميا في مجتمعنا، ولم أقصد توجيهها لإنسان معين لأنني لست لسان حال الشعب الجزائري، وأكيد رسائل كثيرة تحملها هذه المسرحية، وكل من أراد التعرف على هذه الرسائل، عليه أن يحضر لمتابعة العرض".

العمل الذي أنتجه المسرح الوطني الجزائري باللغة العربية الفصحى، وحسب ما جاء في البطاقة الفنية له فإن العمل الإخراجي يستند على منهج بسيط في تركيب الأحداث والشخصيات وسط مواقف مختلفة في لونها وإيقاعها وتراكيبها وتصادمها، تقترح المتعة والمنطق في تركيب قصة تحمل الكثير من الخيال، فيما سيجسد مختلف أدوار هذه المسرحية عدة مسرحيين منهم صفراني مصطفى، وائل بوزيدة، مداح أحمد، نميش عبد اللّه، جوزي ياسين، قادري رابح ورويحي منيرة، ويقوم بإخراجها حيدر بن حسين بمساعدة أمال منيغاد وسينوغرافيا لرحموني عبد الحليم.

فيما تناولت نبذة عن قصة العمل أنه " إذ يكتشف الدكتور توماس ستوكمان أن مياه الحمامات التي يعيش من خدماتها جميع أهل القرية ملوثة، فيحمل على عاتقه مسؤولية إخبار أهله وإعلان ذلك، ولكنه لا يدري أن الأمر سيكلف البلدية أشغالا ومالا كثيرا، الأمر الذي يثير حفيظة أعضاء البلدية وجمعيات المال والأعمال وعلى رأسهم عمدة البلدية بيتر ستوكمان، وهو شقيق الدكتور، الذي يرفض الأمر جملة وتفصيلا ويدفع أهل البلدة إلى رفض اقتراح الدكتور بالاستعانة على شائعة مغرضة، فيقف الجميع ضده ويجد نفسه محاصرا إلى أن يفقد كل شيء ويصبح في الأخير عدوا للشعب.

هذا وأعد سينوغرافيا المسرحية رحموني عبد الحليم، ونفذ الديكور رارابو رابح، وتكفل لعمامرة حسان بالموسيقى.

 

مريم. ع

من نفس القسم الثقافي