الثقافي
عروض تناقش قضايا الواقع الراهن وإشكالاتها السوسيولوجية
الأدوار التصفوية المؤهلة لمهرجان مسرح الهواة بمستغانم
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 22 مارس 2016
شرعت الأعمال المسرحية الراغبة في الترشح والمشاركة ضمن منافسات الدورة القادمة من مهرجان مسرح الهواة بمستغانم الذي سينطلق في 27 مارس الجاري، في إجراء الأدوار التصفوية المؤهلة حيث كانت الإنطلاقة على خشبة مسرح يسر، من خلال مسرحية " جيل رابع " للمخرج مختار زعيمين المأخوذة عن نص للمؤلف العراقي علي عبد النبي الزايدي.
وتحاول المسرحية من خلال مخرجها مختار زعيمين الذي شارك أيضا في تحريك شخوصها إلى جانب كل من زينب بوعرة، رضوان شابوومحمد كعسيس، تجسد الصراع الأزلي بين الدكتاتورية وضحاياها في إسقاط مباشر على واقعنا العربي الراهن، وذلك من خلال قصة متسولان، أب بترت ذراعه، وجدّ فقد الرؤية بعد إصابته بشظية في الحرب، المسرحية تحكي قصة طفل يأتي إلى الحياة بالخطأ، وفي الساعة الأولى من ميلاده يقرر الأب أن يبتر ذراع طفله، لكي يجعل منه معاقا، حتى يجد لنفسه في المستقبل ذريعة تعفيه من الالتحاق بالحرب، فكان ينوي منذ البداية تعليمه مهنة التسول، وبذلك يكون قد وجد له سبيلا للعيش، وفي تصاعد أفقي للأحداث يصبح بتر الأعضاء شائعا في المدينة، الكل يلحقون بأنفسهم الإعاقات في سبيل النجاة، حيث أن القهر وصل بهؤلاء إلى درجة عالية من اليأس، وأصبح الناس في تلك المدينة انهزاميين ومستسلمين إلى أبعد الحدود وهذه العقلية الانهزامية تملي عليهم أن ويلات الحرب لن تطالهم إلا في حال واحدة وهي فناؤهم، لذلك لا يرغبون بأي حياة جديدة تتمثل بأي مولود، لكن الطبيعة ترفض قرارهم ورغما عنهم تحمل الأم من جديد عسى أن يأتي جيل خامس وسادس، جيل يبصر كامل الأعضاء وقادر على الكلام.
كما تم تقديم ثلاثة عروض أخرى تندرج كلها ضمن منافسة الأيام التصفوية، على غرار مسرحية " ثامن أيام الأسبوع " وهي عمل مسرحي لجمعية أسيرم ببجاية، تحكي شخصية الدفان التي يؤدي دورها الممثل محمد حواس في سياق ما يعرف بالمسرح العبثي، وتدور أحداثها في غرفة التحقيق مع أحد المساجين الذي تفشل معه كل محاولات المحقق لإجباره على الاعتراف بالجرائم المنسوبة إليه، كما تقدم المسرحية مفارقة درامية تنطلق أولا من عنوان هذا العمل الذي يضيف يوما ثامنا لأيام الأسبوع السبعة، كما تتجسد دراميا أيضا في تلك العلاقة الغريبة بين شخصيتي المسرحية الدفان والمدفون الرجل الميت-الحي والذي يحفر قبره بيده بطلب من الدفان، كما يقوم بتشييع نفسه بنفسه وبعدها ينصاع لأمر الدفان بالنزول إلى داخل القبر.
مريم. ع
