الثقافي

"الخوريفة" الفلسطينية تصنع الحدث في مهرجان الحكاية بوهران

التظاهرة تقام تحت شعار "كان يا ما كان... أسفار وهجرات"


صنعت عروض للحكايات الشعبية الفلسطينية المشاركة لأول مرة في مهرجان ما بين الثقافات للحكاية بوهران الحدث فوق الخشبة للمسرح الجهوي "عبد القادر علولة" وبمدارس إبتدائية.
واستطاع الحكواتي خالد النعنع اللاجئ بلبنان شد انتباه الجمهور الوهراني صغيرا وكبيرا الذي اكتشف لأول مرة الحكاية الشعبية الفلسطينية أو ما يعرف باسم "الخوريفة" المستمدة من تراث يحمل قيما إنسانية ونضال الشعب  الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني ورسائل تربوية ونوادر مسلية وتوعوية.
وقدم خالد النعنع باقة من الحكايات بعضها مأخوذ  من كتاب "قول يا طير" الذي يضاهي "ألف ليلة وليلة" و"كليلة ودمنة" التراثية بعد أن أضفى عليها لمسة فنية وفق ذات الحكواتي، كما إعتمد في تقديم حكاياته أسلوبا ممتعا ومشوقا وكلمات مؤثرة ومعبرة مرفوقة بحركات جسمانية تساعده على سرد الحكاية الشعبية ونقل تفاصيلها بلهجة فلسطينية قريبة إلى أحاسيس المتلقي الذي تجاوب وتفاعل مع أبطالها بشكل كبير.
ويسعى خالد النعنع الذي يرتدي أزياء تقليدية منها الطربوش والعبايا وأحيانا زي العريس الفلسطيني وإكسسورات الراوي إلى إبراز أن "دور الحكاية الفلسطينية يكمن في إثبات أن الشعب الفلسطيني له تاريخ وثقافة وتراث وحضارة وعادات وتقاليد"، وللحفاظ على هذا الموروث الفلسطيني الذي يعمل الاحتلال الصهيوني على طمسه يعمل الحكواتي مع غيره من الفلسطينيين في الداخل والخارج على نشر هذا التراث عن طريق السرد الشفوي الذي يعتبره أسهل بكثير من القراءة مع تعديله وتحسينه وتطويره ليعيش ويبقى للأجيال اللاحقة يقول الحكواتي خالد نعنع مبرزا "لقد تهجرنا من قبل الاحتلال الصهيوني لكن تاريخنا وتراثنا وحكاياتنا لم تهجر من فلسطين وستبقى صامدة".
 كما يساهم خالد النعنع في التعريف بهذا التراث من خلال مشاركته في عدة تظاهرات منها مهرجان الحكايا بالأردن ومهرجان الحكاية والمونودراما بلبنان وكذا في معارض الكتاب المقامة بالإمارات العربية المتحدة وأوروبا من خلال حضوره في المنتدى الدولي للغة الفرنسية ببلجيكا وكذا في عدة جولات بفرنسا.
للتذكير فإن مهرجان مابين الثقافات للحكاية لوهران يعرف مشاركة الحكواتيين خالد النعنع وفداء عطايا من فلسطين الى جانب نظرائهم من تونس وفرنسا وإيطاليا والكونغو وكذا حكواتيين جزائريين يقدمون باقة من الحكايات الشعبية بمختلف الفضاءات الثقافية والأثرية والتربوية وكذا بالمواقع العمومية، ويشرف على تنظيم هذه التظاهرة التي تقام تحت شعار "كان يا ما كان... أسفار وهجرات" جمعية ترقية المطالعة للأطفال "القارئ الصغير".
فريدة. س

من نفس القسم الثقافي