الثقافي

الشاعر العراقي برهان شاوي يؤكد على غياب الأدب الجزائري عن المحافل العربية

خلال لقاء أدبي بالجزائر تشرف عليه وزارة الثقافة





تأسف الشاعر والروائي العراقي المقيم بألمانيا، برهان شاوي، من وجود تقصير في وصول الإبداع الجزائري للقراء العرب، بالرغم مما وصفه بـ" الزخم " في الإنتاج الذي تشتهر به الجزائر اليوم والذي لم يكن متاحا في السابق إلا أنه استطاع أن يسجل تفوق وشهرة للكتاب الجزائريين آنذاك على غرار كاتب ياسين والطاهر وطار وغيرهم، وقال في هذا الصدد اليوم  وبالرغم من زخم الإنتاج إلا أن هناك "نوع من القصور في الوصول إلى القارئ العربي".
وبخصوص موضوع الأعمال الجزائرية ذكر الكاتب الذي نزل ضيفا على وزارة الثقافة أمس أول ضمن فضاء " موعد مع الرواية "،  انه في الماضي كان للأعمال صدى كبيرا  حيث كان الشباب الجامعي مطلعا على كتابات محمد ديب والطاهر وطار و كاتب ياسين  وغيرهم مضيفا غير أن اليوم  وبالرغم من زخم الإنتاج إلا أن هناك "نوع من القصور في الوصول إلى القارئ العربي".
و بشان الجوائز على غرار البوكر والكاتارا التي ترشح الأعمال المشاركة فيها من قبل الناشرين يرى الكاتب - الذي صدرت له سبع مجموعات شعرية  وأعمال رواية بدأها ب "الجحيم المقدس " التي صدرت في نهاية الثمانينات من القرن الماضي-  أن في ذلك بعض "الإجحاف" إضافة إلى "بعض الملبسات والتي توجد حتى في الجوائزالعالمية مثل نوبل" .
وكان الفضاء الأدبي الأسبوعي " موعد مع الرواية " قد استضاف بقصر الثقافة بالعصامة الروائي والشاعر الكردي العراقي برهان الشاوي للحديث عن تجربته المتميزة في المشهد الأدبي العربي، وكان اللقاء مع برهان الشاوي صاحب "المتاهات"- هو مشروع روائي ضخم أنجزت منه لحد الآن 6 روايات في انتظار ثلاثية أخرى- ثريا على أكثر من مستوى و ذلك بالنظر إلى تنوع المجالات الأدبية و الفنية لضيف هذا الشهر. فقد درس الروائي والسينمائي برهان الشاوي تقنيات الفن السابع بموسكو كما درس الأدب و النقد و عمل في الصحافة.
و قد أكد الروائي العراقي الحاصل أيضا على دكتوراه في الإعلام خلال اللقاء الذي حضرته أسماء أدبية وجامعيون انطلاقا من تجربته في عالم السينما ان هناك حاليا "توجه الى كتابة جديدة في الرواية تستعمل تقنيات السيناريو" معتبرا ان هذا الأخير يعد "شكلا جديدا من الكتابة الأدبية فهو قصة سردية بأساليب و خطاب أخر"، و أضاف بشان العلاقة بين الرواية و السيناريو أن هناك روايات كثيرة ينطبق عليها أسلوب السيناريو مستشهدا بأعمال بعض الأدباء على غرار نجيب محفوظ الذي اقتبست العديد من أعماله إلى السينما و أوضح  ان" الرواية السينمائية تعتمد حضور آني للزمن".
و ذكر أن  الرواية حاليا تجلب إليها الكثير لأنها "الأقدر على استيعاب طموحات المبدع و تمنحه مساحة اكبر من الحرية " مما يفسر توجه الكثيرمن الشعراء إلى الرواية ، و كانت هذه المناسبة أيضا فرصة للضيف للحديث عن واقع الرواية العربية وعن الرواية و التاريخ و هو موضوع طرح سابقا في فعاليات "موعد مع الرواية " .
و قال الكاتب بهذا الشأن "ان الرواية في حد ذاتها تاريخ" و قد تنجح أكثر من الوثيقة في وصف الواقع بأسلوب انساني، كما حذرّ من خطر اعتبار الرواية التاريخية وثيقة رسمية، خاصة حينما يتلاعب كاتبها بالحقائق التاريخية، مقدّما مثالا عن مسلسل الحجاج بن يوسف الثقفي، الذي قدّمه كاتب العمل على أنّه من الصحابة بيد أنّه مجرد طاغية ينتظر قطف الرؤوس.
وأضاف أنّ كلّ رواية هي محطة من التاريخ ولا تستلزم في ذلك ضمّها لوثيقة رسمية، مشيرا إلى وجود أعمال غير تاريخية إلاّ أنّها شكّلت مصدرا لا يستهان به للتعرّف على الحقبة التي كُتبت فيها، مثل رواية "الحرب والسلام" لتولستوي التي ذكر فيها غزو نابليون لروسيا سنة 1812.
و قال الروائي برهان الشاوي الذي ولد بمدينة الكوت ويقيم حاليا بألمانيا عن مشروعه الأدبي الضخم أو- متاهاته- التي أنجز منها إلى حد الآن 6 روايات ( متاهة ادم و متاهة قابيل و متاهة حواء و متاهة الأشباح و متاهة إبليس و متاهة الأرواح المنسية ) أنها متواصلة حيث الرواية السابعة في طورالانجاز إلى جانب مشروعين أخري.
كما كشف المتحدّث عن كتابته لمتاهة جديدة تحمل رقم سبعة ومن ثم سينطلق إلى متاهة ثامنة بعنوان "متاهة الأنبياء" ليختتمها بـ"متاهة الرب" بعد أن كتب لحدّ الآن ست متاهات وهي "متاهة آدم"، "متاهة حواء"، "متاهة قابيل"، "متاهة الأشباح"، "متاهة إبليس" و"متاهة الأرواح المنسية"، مشيرا إلى أنّه اختار كتابة تسع متاهات نسبة لعدد جحيم دانتي التي بلغ عددها التسعة.
وانطلق برهان في عالم الرواية من خلال كتابته لرواية "الجحيم المقدّس" و"مشرحة بغداد" قبل أن ينطلق في كتابة متاهاته، وفي هذا قال إنّه كتب "مشرحة بغداد" تأثّرا بما كان يحدث في بلده حينما عاد إليه سنة 2005، حيث شهد مجازر رهيبة وهو ما ذكّره بمشهد عاشه منذ سنوات خلت، وهذا حينما حضر رفقة خطيبته الطبيبة درسا تطبيقيا حول تشريح الجثث.
مريم. ع

من نفس القسم الثقافي