الثقافي
وزارة الثقافة تطلق بوابة جديدة للتراث الثقافي
تهدف إلى ترقيم ونشر أكبر عدد من المعطيات حول المشهد الجزائري
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 29 فيفري 2016
أشرف وزير الثقافة عز الدين ميهوبي اليوم أمس أول بالجزائر العاصمة على التدشين الرسمي لبوابة جديدة متعددة الوسائط مكرسة للتراث الثقافي الجزائري لا سيما الموسيقى الأندلسية، و تهدف البوابة التي أعدها الموسيقار و الناشر فيصل بن قلفاط (portailculturealgerien.com) إلى ترقيم و نشر أكبر عدد من المعطيات المستوحاة من الثقافة الجزائرية عبر الإنترنت لإبراز ثرائها و تنوعها و وضعها تحت تصرف الجمهور الواسع.
و تم خلال مراسم التدشين تقديم عرض عن أركان البوابة التي تضم الموسقى الكلاسيكية و الشعبية و السينما و المسرح و الأدب و التراث الثقافي أمام إطارات وزارة الثقافة و الفنانين الحاضرين، و في رسالة قرأها نيابة عنه وزير الثقافة أعرب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة عن "ارتياحه العميق" (...) لتجسيد البوابة على أرض الواقع"، و بهذه المناسبة أشاد رئيس الدولة بالجهود التي بذلها المصممون من أجل إعداد أداة عمومية ذات "منفعة كبيرة" خدمة للثقافة و "لمجموع الجزائريين الذين يسعون إلى ترقية الثقافة الوطنية".
و أضاف الرئيس بوتفليقة أن "هذا الموقع الهام سيسمح من الآن فصاعدا بالحفاظ على التراث الثقافي الوطني و تعميمه بما يمكن من تبوء مكانة جيدة ضمن الثقافات العالمية"، و أكد رئيس الجمهورية قائلا "...سيكون بوسع الجزائريين و الجزائريات حيثما وجدوا (...) الإستفادة بكل حرية من هذا التراث الثري الذي لم يحظ بالإهتمام اللازم عبر التاريخ"، و أضاف رئيس الجمهورية "ان هذا العمل المضني و الدقيق يشكل مدونة هامة لثقافتنا التي لم تلق العناية الكافية لحد الآن"، و خلص الرئيس بوتفليقة إلى القول أنه "من خلال رعاية الافتتاح الرسمي لهذا الموقع أود أن أخص بالتنويه كل المؤلفين و كل رجال الفن الذين تكبدوا عناء اعداد هذه الموسوعة الرائعة و الجزائرية المحظة".
و بدوره اعتبر عز الدين ميهوبي أن هذا المشروع يعتبر "تجسيدا" لآخر التعديلات الدستورية التي تضمن للمواطن الحق في الثقافة مع ضمان الحفاظ على التراث الثقافي الوطني و حمايته، و بعد أن أشاد بجهود مصممي البوابة أكد أن دائرته الوزارية "ستحرص" من الآن فصاعدا على "تحيينها" و "إثرائها باستمرار" علما أنها لا تشمل حاليا سوى على الجانب الموسيقي و التعليمي للفن الأندلسي و المالوف إلى جانب أرضية معلوماتية عملية لباقي الأركان الجاري تصميمها.
و بدوره أشار صاحب المشروع فيصل بن قلفاط إلى أنه يمكن الاطلاع على البوابة من خلال كل الدعائم متعددة الوسائط (كمبيوتر و لوحات الكترونية و هواتف ذكية) مضيفا أنها تبقى "فضاء" مفتوحا للاثراء و قابل لتلقي و النشر المجاني عبر الانترنت لأجهزة و وثاق ثقافية على اختلاف مضامينها.
على صعيد آخر ستحوي البوابة الالكترونية الجديدة المخصصة للتراث الثقافي الجزائري و التي تم إطلاقها مؤخرا في خطوة أولى وثائق رقمية ثرية ودعائم تعليمية حول طبع المالوف ومختلف أنواع الموسيقى الشعبية التقليدية والعصرية في الجزائر، وتهدف بوابة portailculturelalgerien.comالتي صممها الباحث في الموسيقى فيصل بن قلفات إلى رقمنة و توفير على الخط اكبر قدر ممكن من مكونات الثقافة الجزائرية بغية إبراز ثراءها وتنوعها وجعلها في متناول اكبر عدد ممكن من مستعملي شبكة الانترنت خصوصا فئة الشباب.
وخصص هذا الجزء الأول من البوابة إلى التراث الموسيقي للمالوف حيث يضم عدة تسجيلات سمعية بصرية لكبار فناني هذه المدرسة الموسيقية بالإضافة لبعض الحوارات التي أنجزها الفريق المشرف على البوابة وكذا سيرذاتية للوجوه البارزة في هذا الطبع الأندلسي على غرار محمد الطاهر فرقاني و قدور درسوني، ويقدم أيضا هذا الجزء من الموقع ولوج مجاني للنصوص وأشعار المالوف الجزائري مرقمنة وقابلة للتحميل في صيغة pdfبالإضافة لنصوص الكلمات والألحان تساعد على تلقين الموسيقي.
وبالإضافة للمالوف توفرالبوابة محتوى وثائقي ثري يتمثل في 450 قطعة مسجلة للفنان الراحل واحد أعمدة الصنعة (الطبع الأندلسي العاصمي) سيد احمد سري من بين إجمالي 1366 قطعة موسيقية معفاة من الحقوق تمثل المدارس الموسيقية الثلاث للموسيقى الأندلسية الجزائرية (الصنعة و المالوف و الغرناطي التلمساني)، ويعتبر هذا الموقع -الذي أنجز بأموال مصمميه- أول دعامة على الانترنت في العالم العربي "توفر محتوى موسيقي تعليمي في لغة عالمية" حسب مصممه.
وتضم أيضا البوابة -التي تتوزع على عدة عناوين سهلة الولوج وبصيغة الغرافيك- أقساما أخرى سيتم تفعيلها لاحقا من أجل الإلمام بكل التراث الثقافي الجزائري وببضع نقرات فقط يضيف المتحدث، وفي مجال التراث المادي سيحوي المشروع عناوين مخصصة للمتاحف والمواقع التاريخية والأثرية مرفقة ببطاقات تقنية حول هذه المواقع وزيارات افتراضية موجهة "لاحقا"لمختلف متاحف الجزائر حسب مسير الموقع.
ومن بين العناوين التي هي في طور الإنجاز"سينما ومسرح" و هو مشروع كبير لرقمنة ووضع على الشبكة كل من أرشيف السينما والوثائقي الجزائري وتسجيلات العروض المسرحية بالإضافة للسير الذاتية لوجوه السينما والمسرح وهو"امر في متناول المبادرين" يؤكد فيصل بن قلفات، وسيكون للجانب الأدبي نصيب أيضا في إثراء هذه البوابة حيث ستبث على الشبكة وسائط وثائقية للمخطوطات القديمة بالإضافة لإنشاء مكتبة رقمية يضيف المعني.
وسيكون portailculturelalgerien.comمتاحا على جميع الأجهزة الرقمية من حواسيب ولوحات رقمية وهواتف ذكية من أجل ضمان ولوج امثل مع إبراز إمكانية رقمنة المحتوى تعليمي وتربوي، وتعد هذه البوابة -التي اقتناتها وزارة الثقافة- ثمرة عشر سنوات من العمل الذي جند حوالي الستين شخصا بين مترجمين وإنفوغرافيين ومطوري البرامج ومنجزي فيديو وتقنيي إعلام آلي. و يبقى الفريق الأصلي القائم على البوابة هو المكلف بالتسيير والإثراء لهذا الأخير، والى جانب إبراز الثقافة الجزائرية تعمل البوابة الجديدة على سد الفراغ في هذا المجال من خلال توفير محتوى أكاديمي بإعادة نشر أنطولوجيا ثرية للموسيقى الأندلسية إضافة لأعمال أخرى في المجال الموسيقي.
مريم. ع