الثقافي

" ميم للنشر " تصر رواية " الظل المسجون – الطريق "

للكاتب والروائي سليمان بوقرط


صدرت مؤخراً رواية “الظل المسجون – الطريق” للروائي الجزائري سليمان بوقرط ، عن دار ميم للنشر في الجزائر، وواكب صدورها صالون الجزائر الدولي للكتاب. وهي الرواية الأولى للكاتب، ومن أجواء الرواية " في هذه اللحظة اضطرب لهيب الشمعة وكاد ينطفئ، فقامت ريتا من مكانها مسرعة نحو الخارج، مندفعة كالتي تريد أن تتخلص من ماضٍ يحاصرها، يلاحقها، من قيد يكبّلها، فلحقت بها فوراً. وجدتها واقفة في فناء البيت. مستديرة تحرك الرياح شعرها الغجري وتنورتها في فوضى وجنون. ناديتها، فاستدارت نحوي متململة تضم يديها إلى صدرها، ترتجف من قساوة برد الفصل القارس ومن قساوة الشعور بالألم والوحدة. اقتربت منها، من حزنها، في صمت لم يرغب الكلام أن يعكّر طبيعتنا، أنظر إليها كأني أسمعها ما تريد سماعه. حينها غادر الكحل عينيها في دمعتين سوداوين انحدرتا على خدّيها، فظهر الحزن غيمة غطّت سماءنا دون أن نحس، ومن شدّة الشبه بيننا، رفعنا بصرنا نحو قطرات مطر بدأت تنزل لتبللنا ، ابتسمنا بين ألم وأمل اختلط علينا، فاختلطنا في عناق حتى صرنا وجهين لجسد واحد.
منذ تلك الليلة، أدركت بأنّ الصمت يعزف على ناي و عود، و على بيانو و كمان. منذ تلك الليلة، أدركت بأنّ الصمت يعزف الألحان. و كم كنت أقسو عليه حين كنت أصفه بالفراغ، و هو الوحيد الذي بوسعه أن يحمل دفاتر الأحزان .
غادرتني أيام تشابهت أحداثها بين سياج يحيط بيت اللاجئين دون أن أحس بالزمن العابر، بين وصول أطفال وذهاب آخرين بحثاً عن مستقبل مجهول تائه بين شوارع برلين ولندن ".
والرواية حاضرة في معارض الكتاب التي تشارك فيها دار النشر ميم التي تشرف عليها الشاعرة والكاتبة آسيا علي موسى.
ف. س

من نفس القسم الثقافي