الثقافي
" الحمار الميت" تفتك جائزة جمعية الكتاب باللغة الفرنسية للدول الإفريقية المطلة على المتوسط
ستسلم للكاتب على هامش معرض باريس للكتاب الذي سيقام مارس القادم
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 08 فيفري 2016
فاز كتاب "الحمار الميت" للروائي والصحفي الجزائري شوقي عماري بجائزة جمعية الكتاب باللغة الفرنسية في فئتها الخاصة بالدول الإفريقية المطلة على المتوسط ومنطقة المغرب في طبعتها لسنة 2015, حسب ما اعلنت عنه منشورات البرزخ في صفحتها الخاصة بموقع التواصل الإجتماعي "فايسبوك"K وسيتم تسليم الجائزة في إطار فعاليات معرض باريس للكتاب المزمع تنظيمه في شهر مارس المقبل بالعاصمة الفرنسية, حسب ما أوضحته دار النشر التي ذكرت بفوز كل من الكاتبة مايسة باي وأكرم بلقايد بنفس الجائزة في سنة 2010 و 2013 على الترتيب.
وتتميز الرواية الجديدة (الحمار الميت) للكاتب والصحفي الجزائري شوقي عماري التي تسرد مغامرات غريبة ومثيرة في أعلى الجبل بإيحاءات لمرجعيات أدبية و تاريخية وعلمية وفلسفية بمزج أساليب وألوان تعبيرية عديدة محيرة.
تروي هذه الرواية الثانية لشوقي عماري الصادرة عن منشورات "البرزخ" والتي تقع في 180 صفحة مغامرات ثلاثي أربعيني (رجلين وامرأة ) يلجئون إلى جبال جرجرة ( منطقة القبائل) بعد قتلهم غير ألعمدي ل "زمبرق" الحمار المدلل لمحافظ شرطة سابق تحول إلى رجل أعمال.يلتقي الثلاثي اليأس ومنير وتيسام الفارين من رجال الشرطة خلال مغامراتهم ب "عالم"غريب يدعى ايزوزان يعيش على ارتفاع 1.500 مترفي محل لبيع "البيتزا "حوله إلى مكتبةوالذي قام بدافع "أعراض غريبة" بقتل زوجاته الست.
يحمل هذا النص في فصوله ال11 عديد من الإشارات إلى رواية "الحمارالذهبي "(L'âne d'or) لابولي دي مدور(Apulée de Madaure) التي تعد أول رواية في تاريخ الإنسانية و تعود الى القرن الثاني للميلاد والتي كتبت في منطقة سوق أهراس الحالية.علاوة على الإيحاءات البارزة إلى رواية " الحمار الذهبي " يغرف شوقي عماري أيضا من روح أعمال ابولي عن طريق إقحام شخصيات روايته ( خاصة تيسام) في اضطرابات عاطفية ووجدانية مما أضفى عمقا اكبرعلى النص الذي يظهر هزليا في بدايته.
وتمكن الكاتب من خلال هذا الانتقال بين الهزل والجد وأيضا عبر اعتلاء أبطال القصة لأعالي جرجرة خلال فرارهم من خلق تناسق بين تضاريس المنطقة و تطورات سرده للإحداث مانحا للقارئ قدرة على معايشة أطوارهذه المغامرة واخذ صورة عن المنطقة.كما مكنت هذه الطريقة المؤلف من تقديم نظرة فلسفية عن الأوضاع التي يعيشها أبطال روايته مستعينا في ذلك بأقوال مبدعين كبارعلى غراركونديرا و ابن عرابي ونيتشه.
لم يحد المؤلف في هذا العمل عن اسلوبه المعهود في عموده اليومي في الصحافة الذي يمزج فيه الجد بالمزاح و النقد اللاذع لبعض الاوضاع في المجتمع إلا أن التمادي في هذه الطريقة للكتابة قد يربك القارئ بابعاده عن الموضوع الرئيسي للرواية.ويبقى " الحمار الميت" مع ذلك تجربة روائية لافة للانتباه خاصة من خلال الإسقاطات التي قام بها المؤلف مع رواية ابولي دي مادورالتي تعتبر تكريما لهذا الكاتب الأمازيغي الناطق بالاتينية مؤسس فن الرواية.
وتخصص جمعية الكتاب باللغة الفرنسية التي تأسست في 3 فبراير 1926 جوائزها عبر عشر فئات تتعلق كل واحدة منها بمنطقة من العالم أين تستعمل اللغة الفرنسية في مجال الآداب.
مريم. ع