الثقافي

أحمد خميس راقص معاصر وكوريغرافي مهووس بالأسفار والروحانيات

يحضر لعرض يسلط فيه الضوء على الفلكلور الشعبي الجزائري



نجح الراقص احمد خميس المتميز بطاقة ومد روحاني جلي حتى الحركة من فرض بصمته المعترف بها في وسط الرقص المعاصر بأوروبا كما تمكن ابن ورقلة البار من كسب الإعجاب فوق الخشبة وعلى المستوى الكوريغرافي.
يختفي وراء مظهره المتميز و تسريحة شعره المجدل وهندامه العصري الأنيق كوريغرافي صارم وعنيد من الصعب إرضاءه يستلهم في اعماله كثيرا من طفولته و بيئته ومحيطه العائلي ومن شخصيات عالمية وأيضا من إيماءات الحيوان و من  الرقصات القبلية إلى جانب "باتلس" رقصة البريك دانس.
يجسد هذا الراقص المولود بورقلة في 1980 في عروضه "سفر الغبار" و "سفر بوسعدية " أو" نشوة" المعاناة الإنسانية وقساوة البيئة الطبيعية التي ألفها أبناء الصحراء ومن أشباح قادمة من العصورالغابرة و يتجلى ذلك في إيماءات حركية حيوية و دقيقة، يرجع عشق احمد للرقص لأيام الطفولة عندما كان يقلد آخه الأكبر راقص ال"هيب هوب"وال"سمورف" بورقلة قبل أن تنتقل عائلته إلى تونس وهناك تابع تكوينا في هذا النوع من الرقص والتقى بفرق وراقصين ذوي خبرة .
و في سن ال19التحق بالمعهد الوطني بانجرس (فرنسا) حيث اطلع على تاريخ الفن والسينما و المسرح واكتشف كذلك العالم الأكاديمي للرقص المعاصر، و منحته هذه المدرسة فرصة  لتقديم أول عمل له بعنوان  " الكهوف" سنة 2003 قبل أن يؤسس بفرنسا دائما فرقة "الجوال" ، و في عام 2009 عاد احمد خميس إلى الجزائرلتقديم عرض خلال المهرجان الإفريقي  بالعاصمة.
في 2012 نجح الفنان في جلب الأنظار بعرضه ل "سفر بوسعدية" وذلك بمناسبة تنظيم المهرجان الدولي للرقص المعاصر الذي أعاد استضافته في طبعة 2015 لتقديم "سفر الغبار".
استطاع احمد خميس أن يفرض نفسه بالغرب ببصمة قريبة من التيارالاثني المجددا في الرقص المعاصربفضل الاستلهام من الصوفية المغاربية و الافريقية في ابحاثه حول الايمائية عند شخصيات مجهولة مثل بوسعدية، بعد وفاة والده معطوب حرب شارك في الحرب العالمية الثانية و حرب التحريرانغمس احمد في إعداد عرض "سفر الغبار" و أنجز فيه -إلى جانب  الرقص- كوريغرافيا العرض وكان هذا العمل مخاضا عسيرا استلهم من إلايماءات والإعاقة واسفاروالده.
ويعكف احمد منذ شهرين على إعداد عرض جديد مستلهم من قصة حب يدمج فيها بين عدة شخصيات عالمية مع إبرازعناصر متنوعة من الفلكلورالشعبي الجزائرية بمهنية وصرامة كبيرتين، ويحاول احمد في هذا العمل الجديد الذي وقع موسيقاه سليم دادا جمع الفولكلور الجزائري في عرض معاصر ويسعى بتحدي إضافة سجل جديد عند راقصي البالي ، تعد هذه المغامرة بغض النظر عن العرض في حد ذاته -والذي يعتمد كثيرا على الإخراج المسرحي- تكوينا نوعيا  لراقصي البالي الوطني وعودة مميزة لاحمد خميس في مستوى موهبته كراقص كوريغرافي.
فريدة. س

من نفس القسم الثقافي