الثقافي

السينما الجزائرية حاضرة في تظاهرة "لمسات أولى، سينما شباب المتوسط" بتونس

من خلال الوثائقيان" بلا سينما " و"في راسي دوار "



يعرض العملان الوثائقيان الطويلان "بلا سينما" للمخرج الجزائري لمين عمار خوجة و"في راسي دوار" لمواطنه حسان فرحاني في الطبعة الأولى لتظاهرة "لمسات أولى، سينما شباب المتوسط" التي تفتتح فعالياتها أمس بتونس وبنزرت بمشاركة أفلام من عدة بلدان وفقا للصحافة التونسية.
ويتطرق وثائقي لمين عمار خوجة -الذي أنتج في 2014- إلى قضية "عزوف" الجزائريين عن ارتياد صالات السينما لمشاهدة الأفلام في حين يتناول عمل فرحاني –وهو من إنتاج2015- إلى عالم مذابح الجزائر الغريب بما يرمز له من موت ودماء والذي يتمكن المخرجمن تحويله إلى فضاء شاعري للموسيقى والأشعار ومشاعر الحب.
ويرصد الفيلم الموسوم بـ" في راسي دوار " اللحظات الدقيقة والمثيرة، التي تحمل الوجع تارة والفرح تارة أخرى، في حياة الشباب الجزائري، وعلى أنغام الراحل حسني والأغنية الشعبية، مزج المخرج بين التشاؤم والتفاؤل وجمع بين الأمل والضياع، بين الحب والمعاناة، يقدم حسان فرحاني أحداث فيلمه" في راسي دوار" حيث حاول أن ينقل المخرج في العمل الصراع بين التفاؤل والأمل والخيبة والضياع عبر شخصيتي الشابين يوسف المتأثر من صعوبة المعيشة داخل المذبح، وشخصية القبايلي المتفائل الذي يتحدث دائما عن الرومانسية وجمال الحياة والحب، عبر بساطة الطرح والعيش عبر مغامرات الشباب الجزائري الذي ينقلب مزاجه في ثوان، ما يثير جوا من الضحك وبصيص الأمل في حياة الشابين، كما كانت لشخصية الكهل عمو كما يناديه الشابان أحسن مثال لرجل قضى ثلاثين سنة في خدمة المذابح يتقن لغة الألغاز، كما قدم الفيلم في شخصية الشيخ علي أحسن تصور لمستقبل الشباب العامل في المذبح، ذلك أن الشيخ علي بدأ حياته في المذبح منذ سنة 1945، وانتهى به المطاف بعد عجزه عن أداء ذلك العمل الصعب ينظف المراحيض. واستغرق إنتاج الفيلم، حسب تصريحات سابقة للمخرج شهرين، تم خلالهما تصوير ستين ساعة، وتمكن في الأخير من إنجاز فيلم وثائقي من 100 دقيقة، تصور المحطات الحاسمة والمعبرة والمثيرة في أن واحد، أين نقلت كاميرا فرحاني وضعية الطبقة الشابة ومللها من الحياة القاسية داخل المذابح، وجسد الفيلم تساؤلاتهم وحيرتهم من المستقبل المجهول.
ويشارك في فعاليات هذه التظاهرة -التي تستمر عروضها إلى غاية 10 فيفري الجاري- حوالي العشرين عملا من 8 بلدان بينها المغرب ومصر وسوريا وإيطاليا وتونس بالإضافة للجزائر.
وتهدف تظاهرة "لمسات أولى، سينما شباب المتوسط"  -التي تنظمها جمعية "أرخبيلال صور" وجمعية "نشاز" الثقافية بالتعاون مع الجامعة التونسية لنوادي السينما- إلى"التعريف بأفلام الشباب المتوسطي وخاصة شباب الضفة الجنوبية للمتوسط (...) الذي يقدم أعمالا سينمائية قيمة من حيث النظرة السينمائية شكلا والقضية المطروحة  مضمونا .." وفقا للمنظمين.
وتعتبر"لمسات أولى، سينما شباب المتوسط"  تظاهرة سنوية متنقلة من دولة متوسطية إلى أخرى حيث ستحتضن مصر دورتها القادمة وذلك بهدف التعريف بإبداعات هؤلاء الشباب في المجال السينمائي ودعمهم ومنحهم فرصا للتلاقي فيما بينهم لتحليل المشهد السينمائي ومناقشته.
مريم. ع

من نفس القسم الثقافي