الثقافي

رزيقة بوشلقية تقدم دراسة عن واقع الكتابة والفن التشكيلي في الجزائر

في كتابها الموسوم بـ"التشكيل الفني في الشعر النسائي الجزائري المعاصر "



تقدم الباحثة رزيقة بوشلقية، في كتابها الصادر حديثا بالجزائر العاصمة، عن منشورات ميم التي ترأسها الشاعرة والكاتبة آسيا علي موساي، دراسة نقدية حول واقع الكتابة النسائية في الجزائر في مجال الكتابة والفن التشكيلي، بناء على تجارب عديدة حاولت أن تسلط عليها الضوء.
وعن هذه التجربة تقول الكاتبة في مقدمة العمل" التشكيل الفني في الشعر النسائي الجزائري المعاصر" إنها أرادت من خلال هذا الإصدار نفض الغبار عن الشعر النسائي الجزائري، ورفض الفكرة القائلة بعدم وجود شعر نسائي في الجزائر وإن وجد فهو يملك الخصوصية والمغايرة لشعر الرجل وأنه محصور في حيز ضيق جدا ما يجعل الآراء تجري بمعزل عنه، وأكد أن الشعر وعلى الرغم من كل ذلك فهم يمثل كينونة لغوية تختزل حياة من سواد لاهب يخترق السائد على بياض يقول الوجود.
وأضافت بخصوص اختيارها لموضوع التجربة الإبداعية النسائية جاء ليعكس الوضع المتأزم الذي يشهده الإبداع النسوي في الجزائر مضيفة أنها عملت من خلاله على تعرية زيف العلاقات مع الأخر، وفضح المرجعيات الفكرية والثقافية والكشف عن مضامين الأنساق الثقافية القامعة والكامنة والمستترة وراء المعلن.
واعتبرت الباحثة الكتابة النسائية على أنها هاجسا من هواجس التمرد على الواقع السائد، حيث تعري الصراعات المحتدمة بين الأنا والأخر، وبين المرأة والرجل، مضيفة في هذا الإطار إلى رفضها للفكرة القائمة بمركزية الرجل، وهامشية المرأة، وقالت بهذا الصدد أن الكتابة النسائية الجزائرية المعاصرة صنعت نسقا مغايرا لنسق الأخر، وفق رؤية خاصة بها أثناء اشتغالها اللغوي، وفي تحقيقيها جماليات التجريب المكونة لمنجزهن الشعري.
هذا وتساءلت الباحثة عن أسرار النظرة السطحية لإبداعات المرأة الأدبية، وعن أسرار تعاطي الشاعرة أو المبدعة العربية مع الجسد في الشعر واستعراضه في مجمل القصيدة سواء كانت نثرية أو شعرية، أو حتى في السرد، وفي سياق أخر أشارت الباحثة إلى أهمية كتابة المرأة التي غالبا ما تحرص حسبها على مواكبة الحياة الاجتماعية، الثقافية والسياسية لمجتمعها كما تحاول أن تبني مثننا شعريا يرتقي بالمرأة وبالمكانة التي تستحقها، وعن الكتابة وواقعها اليوم تقول " أن الكتابة اليوم خرجت من نطاقها الضيق التي كانت محصورة فيه، وانتقلت إلى فضاء جديد يبشر بالخير إذا زاد الاهتمام بالمبدع الأديب أو الكاتب والشاعر"، مضيفة " نحن اليوم إلى إعادة النظر في مجال الكتابة، وإعادة النظر في سياسة النشر والتوزيع، كما أدعو أيضا إلى ضرورة الاهتمام بالمثقف الحقيقي ".
مريم. ع

من نفس القسم الثقافي