الثقافي

"صنع في الجزائر : جينيالوجية أرض" معرض بمرسيليا حول الحقبة الاستعمارية

تعرض فيه 200 قطعة فنية تعود لمتاحف كبرى فرنسية وغير فرنسية



دشن في الساعات الـ 24 الماضية، بمرسيليا (جنوب) فرنسا (معرض صنع في الجزائر: جينيالوجية أرض) الذي يبرز كيف تم إنجاز الخرائط والصور والفن التشكيلي خلال احتلال فرنسا للجزائر، وتتواصل فعاليات هذا المعرض الذي يعد نتاج تعاون بين المعهد الوطني الفرنسيلتاريخ الفن والمكتبة الوطنية الفرنسية ومتحف حضارات اوروبا والمتوسط والذي أشرف على افتتاحه وزيرا الثقافة الجزائري والفرنسي وهما على التوالي عز الدين ميهوبي وفلور بلرين إلى غاية 2 مايو بتنظيم ورشات وأيام علمية ومنتديات يتم خلالها عرض أعمال فنانين مؤلفين ومخرجين ومصورين وفنانين ورسامين.
(صنع في الجزائر: جينيالوجية أرض) معرض يمتد على مساحة 800 م2 خصص للخرائط وتطورها خلال الاستعمار الفرنسي ويضم مجموعة من الخرائط والأعمال التشكيلية الصور الفوتوغرافيةوالأفلام والوثائق التاريخية بالإضافة لأعمال فنانين معاصرين زاروا كافة المناطقالجزائرية، وستعرض حوالي 200 قطعة فنية تعود لمتاحف كبرى فرنسية وغير فرنسية وأعمالأخرى معاصرة تقدم لأول مرة وكذا مجموعة من الخرائط حيث ستكون في متناول الجمهور لأول مرة.
أما المعرض الذي حضر تدشينه سفير الجزائر بفرنسا عمار بن جامع وسفير فرنسا بالجزائر برنار إيميي فيبرز -حسب المنظمين- "من خلال الصور والخرائط وبيانات التضاريس صعوبة غزو الجزائر" مذكرين بان "النزاعات لم تتوقف يوما خلال الحقبة الاستعمارية"، ولإبراز أن نهاية الاستعمار تقترب بعد الحرب العالمية الثانية فان المعرض يظهر بأن دعائم النشر في تلك الحقبة تتضمن "صورا منمقة للجزائريين في مجالي التجارة والسياحة".
وتشير وثيقة سلمت للصحافة إلى أن "تلك الصور تخفي حقيقة حياة السكان المحليين الذين لطالما أبعدوا من تسيير الأقاليم مع أنهم يمثلون 90 % من السكان"، أما "بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية فان إرادة الجزائريين في الخروج من الاستعمار ستؤدي بهم إلى تنظيم الكفاح من أجل استقلالهم"، وفي سنة 1954 -يضيف المنظمون- اندلعت حرب تحرير الجزائريين مؤكدين أن فرنسا الاستعمارية حاولت انتهاج سياسات اجتماعية واقتصادية جديدة "إلا أنها لم تتمكن من وضع حد لحركة التاريخ الذي مهد الطريق إلى استقلال عديد البلدان سيما الإفريقية منها".
ومن خلال الحفاظ على سلامتها الترابية عند الاستقلال أصبحت الجزائر عاصمة للحركات "المنبثقة عن كفاح ثوري ما بعد الحقبة الاستعمارية"، وضمن هذا الحراك الذي عرفته الجزائر خلال الستينات أراد المعرض تقديمللزوار أعمال فنية من خلال إبراز المشاريع الكبرى المتعلقة بقطاعات التربية والسكن والصحة والفلاحة وتنمية المنشآت القاعدية المنجزة، وفي مجلة نشرت بالمناسبة كتب محافظا المعرض زهية رحماني وجان ايف سارازان في وشاحها أن ما ينقص في مسعاهم "هو النظرة إلى الأمام" لكون التظاهرة استندت أساسا على الأرشيف الفرنسي.
من بين الورشات والأيام الدراسية المبرمجة لشهري فبراير ومارس لقاءات علمية على غرار "البحث والمدينة" وملتقى دولي حول اكتشاف التراث وتقديم التراث، وفي المجال الثقافي سيتم تنظيم حوار حول "الجزائر بين الخريطة والإقليم" حيث سيتم التطرق بإسهاب إلى كاتب ياسين، كما سيتم عرض أعمال سينمائية جزائرية خاصة الأفلام التي أنتجت مؤخرا حيث ستكون حسب المنظمين بمثابة "نوافذ حول الجزائر الحديثة".
ف. س

من نفس القسم الثقافي