الثقافي

دار الآداب تصدر رواية "شرفات بحر الشمال" لواسيني الأعرج

في طبعة جديدة





أصدرت دار الآداب حديثا، طبعة جديدة لرواية الكاتب الجزائري واسيني الأعرج، التي تحمل عنوان "شرفات بحر الشمال"، ويقع الكتاب في 319 صفحة، وسبق للرواية أن صدرت قبل سنوات عن نفس المنشورات.
وينقل الأعرج في روايته صور عالم من الموت المجنون والخوف وإبادة الفكر والفن بتصميم غريب يثير القشعريرة إذ يبدو العمل أقرب إلى قصتين اثنتين تطرحان تساؤلا: أي منهما هي الإطار الأساسي، لكن الظلم يشكل جامعا مشتركا بينهما، وتصور الرواية عالمين: عالم الموت والقتل الذي شهدته الجزائر حيث يصف فيه "المفجع اللامعقول والمرارة والخيبة" عندما يسرد بصورة حية مؤثرة حالة الشعور بالاختناق الكابوسية وعبث القتال وعدم القدرة على تصديق ما يجري, وعالم آخر صبي في مشاعره وتصوراته وتجاربه يغص فيه البطل بوطنه ويشعر أن جروح نفسه قد تصبح أشد ألما عندما يجد نفسه وقد ذبحه وطنه، يعامل في بلد غريب بتقدير ومحبة.
ويستمر الأعرج في سرد روايته، ففي الجزائر قبل السفر يصمد بطل روايته ياسين ويصعب عليه مغادرة بلده كما فعل ألوف من رجال الفكر والأدب والعلم والفن هربا من الإبادة التي ذهب ضحيتها ألوف من الأبرياء، لكنه حينما يخيم الموت على شوارع المدينة وأزقتها لا يجد غير السكوت، وتتساءل الشخصية: لماذا تصر أوطاننا على الموت والرماد؟ إشارة إلى مقبرة المتروكين والمنسيين في أمستردام والتي تمثل المثوى الأخير لمئات من الجزائريين والعرب الآخرين المشردين عن بلدانهم الذين ماتوا في أرض بعيدة وفي صمت وغربة، وسيطر على الكاتب في أجواء روايته عامة يأس وقرف يعاني منهما من رافق عهود النقاء والأحلام الكبيرة وحقوق الإنسان، وشاهد كل ذلك يتحول على طريقة الدكتور فرانكنشتاين إلى مسخ رهيب. لكن الأعرج عندما يصف بغموض قسما من التفاصيل والأحداث أو يروي حدثا ماضيا قد لا تتوافر معرفة خلفيته لجميع القراء يصبح محليا رغم إنسانية عمله وقد لا يفهم قوله القارئ العادي.
ومما جاء في الرواية "أيتها المهبولة، في كلّ الوجوه أنتِ، أغلقي أولا هذا الباب العاري، سدّي النوافذ القلقة، ثم.. قلّلي من خطايا الكلام واستمعي إليّ قليلا. لقد تعبتُ. شكرا لهبلك وغرورك، فقد منحاني شهوة لا تعوّض للكتابة ووهما جميلا اسمه الحب. مثلك اليوم أشتهي أن أكتب داخل الصمت والعزلة، لأشفى منك بأدنى قدْر ممكن من الخسارة".
فريدة. س

من نفس القسم الثقافي