الثقافي

أدرار : تنافس شديد بين الفرق المشاركة في مسابقة مهرجان أهلليل

خصصت اللجنة كعادتها ثلاثة أنماط للتنافس في تراث أهلليل




تميزت مسابقة المهرجان الثقافي الوطني أهلليل الذي تقام فعالياته بتيميمون بولاية أدرار بمنافسة شديدة بين الفرق التابعة للجمعيات التراثية المشاركة التي أبدت إستماتة كبيرة طيلة أطوار هذه المسابقة كما لوحظ، وتحاول هذه الفرق المتنافسة (رجالية ونسوية) أمام أنظار لجنة تحكيم تتشكل من شيوخ تراث أهلليل ونقاد وفنيين لتقديم أفضل عروضها في أداء قصائد أهلليل للظفر بتقييم اللجنة مستعينة في ذلك بتجاوب الجمهور الذي لم يبرح مدرجات مسرح الهواء الطلق منذ انطلاق سهرات المهرجان.
وقد خصصت اللجنة كعادتها ثلاث أنماط للتنافس في تراث أهلليل حسب القرعة والتي تشمل (ثران) و(لمسرح) و(الأوقروتي) مراعية في ذلك طريقة الأداء والإنسجام بين عناصر الفرق والزي التقليدي وتعداد الفرقة وهذا إلى جانب مسابقة مفتوحة في الأداء الفردي للعزف على آلتي تامجة (ناي) والبانغري (آلة تقليدية بوترين أو ثلاثة).
و شهدت سهرة أمس أول احتدام المنافسة بين فرقتي "تيفاوت الثقافية" للأكابر من قصر تاورسيت وفرقة "تيقورارين للتراث المحلي" إلى جانب فرقة الجمعية الثقافية "الهدى" من قصر تاغوزي ببلدية طلمين وفرقة "المصابيح للثقافة والتراث" من قصر زاوية الحاج بلقاسم في حين تنافس الشابان لحسن عمر وبابولا أحمد على آلتي تامجة والبانغري على التوالي، وفي تقييمها الأولي للأداء أبدت لجنة التحكيم في تصريح للصحافة إرتياحها "الكبير" لمستوى الأداء والإهتمام المتزايد من طرف الجمعيات وحتى الجمهور بهذا التراث اللامادي الأصيل مما يبعث-حسبها- الأمل على أن هذه الجهود تسير في الإتجاه الصحيح.
ويستمد تراث أهلليل خصوصيته من تلك الطريقة البديعة التي يؤدى بها من طرف سكان قصور إقليم قورارة رجالا ونساء في مختلف المناسبات التي تمر بهم مشكلين لحظة أدائه حلقات منسجمة في مشهد روحاني تمتزج فيه عبارات التهليل والصلاة على الرسول الأعظم (صلى الله عليه وسلم) ومدح الأولياء والصالحين والتغني بالأحداث والأساطير التي مرت على المنطقة حسبما ذكر باحثون وشيوخ هذا التراث الأزلي.
كما يتم أداء تراث أهلليل في مستويات مختلفة (ثران لمسرح والأوقروتي) حسب سرعة الأداء ومقدمة القصيدة ونهايتها وفي وضعيتي الوقوف (أهلليل) والجلوس (تقرابت) في شكل حلقات رجالية أو نسائية أو مختلطة حيث يتوسط الحلقة الشخص المعرف محليا با "أبشنيو" والذي يحاكي المايسترو أو قائد الجوق الذي بافتتاح الأداء والعرض الأهلليلي واختتامه بطرق مختلفة في التصفيق بالأيدي، ويحظى كل من يحضر هذا العرض بشعور يسلب الروح ويرحل بالوجدان نحو فضاء الصحراء الفسيح لمتابعة شريط افتراضي لمختلف المحطات الزمنية بهذه البقعة المتميزة.
وتتواصل فعاليات هذه التظاهرة الثقافية بالواحة الحمراء من خلال الوصلات التراثية لتنشط المحيط عبر إقليم قورارة وعاصمة الولاية إلى جانب المنافسة بين الفرق المشاركة.
فريدة. س

من نفس القسم الثقافي