الثقافي

السيد الوزير.. تحية وبعد: نريد التغيير.. لا استمرار هيمنة "اللوبيات" على الثقافة !!

رسائل مفتوحة من المثقفين إلى ميهوبي



شكل تربع وزيرين على حقيبة قطاع الثقافة في ظرف أشهر قليلة منذ مغادرة خليدة تومي التي عمرتّ في الوزارة لأكثر من 11 سنة على رأس هضبة العناصر، ارتباكا في الحركية الثقافية في الجزائر خلال السنة الماضية، وقد تلقي بظلالها على المشهد هذه السنة التي ستشهد حسب ما يصرح به وزير القطاع الحالي عز الدين ميهوبي هنا وهناك تحديات كبيرة من شأنها ضبط إيقاع موارد القطاع التي عرفت وفق ما أشار لهم من سألتهم "الرائد" عن موقفهم منه بكونها ساهم في خلق "لوبيات" ثقافية سيكون من الصعب تجاوزها وتوفير فرصة المساواة بين جميع الفاعلين في القطاع دون إقصاء أو تهميش، ولأن أغلب الآراء المتعلقة بالشؤون الثقافية في الجزائر تحاك في العادّة خلف الكواليس وستائر الندوات والمهرجانات والملتقيات التي تقام هناك وهنا، ولأنه قلّما سمعنا بمثقف جزائري أشهر سيف الحجاج في وجه وزير القطاع، ارتأينا في هذا الملف أن نتيح أمام الفاعلين في المشهد الثقافي رسائل ترصد تطلعاتهم وانشغالاتهم لوزير القطاع في شكل رسائل يعبر فيها هؤلاء عن آرائهم حرفيا ودون ممارسة أي رقابة على ما قالوه أو كتبوه، قد تكون بريئة وقد تكون عكس ذلك ولكن وحدها الأيام القادمة ستكون كفيلة بتوضيح ذلك فكانت هذه رسائلهم وانشغالاتهم ورؤيتهم لواقع الثقافة في 2016...


أمين الزاوي/ كاتب، روائي
"لا بد من الخروج من ثقافة المواسم"

دعا الكاتب والروائي أمين الزاوي، القائمين على قطاع الثقافة وبالتحديد وزير القطاع، عز الدين ميهوبي إلى ضرورة اتخاذ إجراءات فاعلة لإخراج المشهد الثقافي من التبعية لقطاع الثقافة الذي يصرف سنويا الملايير لأجل تنظيم مهرجانات وندوات وملتقيات متشابهة، وقال في رسالته إلى القائمين على القطاع تحمل تطلعاته ورؤيته للمطلوب في 2016 من القطاع الثقافة أن يكون عليه أن يتم إخراج الثقافة الجزائرية من ثقافة المواسم التي بقيّت عليها منذ 10 سنوات كاملة، ساهمت في تغييب أي فعل ثقافي جاد من شأنه أن يقدم صورة جادّة عن المشهد الثقافي في الجزائر. أمين الزاوي أكد على أنه يدعم السياسات التي أعلن عنها وزير القطاع ميهوبي وقال إنه يأمل في أن تتجسد تلك المخططات على أرض الواقع من أجل المساهمة في التأسيس لفعل ثقافي حقيقي هو اليوم غائب عن الجزائر بصورة كبيرة.
الزاوي الذي يعتبر من أبرز الكتاب الفاعلين في القطاع والذين يقدمون رؤية وأطروحات كان يمكن الاستفادة منها في السنوات الماضية، رأى بأن السياسة الثقافية في الجزائر لا تزال لم تتجاوز حدود دعم الكتاب وعشرات المهرجانات ومئات الملتقيات التي هي في الأساس متشابهة، ودعا القائمين على القطاع إلى تنويع الاستثمار خاصة في مجال السياحة الثقافية التي هي مغيبة وغائبة عن الجزائر في وقت تزخر فيه الجزائر بموروث هام وفعال وناجع من شأنه أن يقدم نشاطا ثقافيا متميزا لو تم الاعتناء به وتسييره بالشكل المطلوب.
وقال بخصوص هذا الملف أن الجزائر لها ثروة ثقافية سياحية لم تستثمر، ويجب التفكير في كيفية استغلالها والذهاب نحو هذا التوجه في سياسة القطاع مستقبلا.
ولم يتناسى المتحدث التأكيد على أهمية أن تخرج الجزائر هذه السنة من ثقافة المواسم وأشار في هذا الصدد يقول" عشنا 10 سنوات على وقع هذه الثقافة وللأسف هي لم تؤسس للفعل الثقافي المطلوب ".


•    رابح ظريف/ شاعر، كاتب وسيناريست:
" نريد قطاعا ثقافيا منتجا لا مستهلكا فقط"

" ما أتمناه وأنتظره من وزير الثقافة، هو أن يواصل سياسته التي تحوّل القطاع من قطاع مستهلك إلى منتج، وهذا على مستوى النشر والسينما، حيث أعلن وزير الثقافة على مشروع قويّ وهام لبناء ثلاث مدن إنتاج سينمائية بالإضافة إلى مراجعة سياسة النشر والطبع التي تحوّلت للأسف في السنوات الأخيرة إلى مجال لثراء الكثيرين ممن يحملون دور النشر في حقائبهم، لست ضدّ الطموح ولكنّ أن تطبع آلاف النسخ دون تقرأ فهذا أمر غير مدروس تماما.. كما أن مدن الإنتاج السينمائي من شأنها أن تخفّف أعباء صناعة السينما في الجزائر وهو ما يتماشى وسياسة ترشيد المال العام في الوقت الحالي.. هناك أمر آخر حساس وحيوي بالنسبة لقطاع الثقافة، وهو ضرورة أن يدخل القطاع الخاص على خطّ تدعيم الأنشطة الثقافية حتّى نصل إلى مشاريع ثقافية فاعلة وجادّة بعيدا عن التهريج.. ".
أعتقد أن سنة 2016 ستكون سنة رهانات ثقافية كبيرة، وأتطلع لذلك ويتحقق هدف أن يتحول قطاع الثقافة إلى قطاع منتج يساهم بشكل كبير وواسع في دعم استراتيجية القطاع في السنوات القادمة.

•    توفيق ومان/ رئيس الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي:
 "فعل ثقافي حقيقي يخدم الثقافة والمثقفين "

أتصور أن يكون عام 2016 عام خير وتألق بالنسبة للمشهد الثقافي الجزائري خصوصا في ظل القيادة الجديدة والتي على رأسها مثقف، الشاعر عز الدين ميهوبي والملاحظ خلال السنة الفارطة منذ توليه زمام أمور الثقافة والمثقفين أن هناك حركية محسوسة في كل الاصناف الابداعية مما جعل المثقف الجزائري يحس بالأمان من ناحية توجهات السياسة الثقافية للبلاد والاهتمام بالمثقف والفنان خير دليل على ذلك وهذا لما يحرص عليه معالي الوزير من تحقيق لتغطية اجتماعية شاملة وتحقيق الفعل الثقافي الحقيقي الذي يخدم الثقافة والمثقفين، كما أتمنى في عام 2016 أن يكون ذا طفرة نوعية يحققها كل المبدعين بدون استثناء ويكون عام إنتاج فعل ثقافي حقيقي يرسخ الذهنية المثقفة الواعية لما هوا خير للمجتمع ككل".


•    أحمد ماضي/ رئيس النقابة الوطنية للناشرين:
" نريد تغيير السياسات ونطالب بالمساواة"

أكد الناشر ورئيس النقابة الوطنية للناشرين، أحمد ماضي على أن تحديات كبيرة ملقاة على عاتق وزير القطاع عز الدين ميهوبي هذه السنة التي ستشهد الإفراج عن قوانين من شأنها أن تؤسسه لفعل ثقافي عادل يكون باستطاعته أن يحقق المساواة بين جميع الفاعلين في المجال دون إقصاء أو تمييز، وأشار إلى أن أكبر مشكل كانت تعانيه الثقافة في الجزائر ومنذ عهد وزيرة القطاع السابقة خليدة تومي هو هيمنة لوبيات ثقافية سيطرت على القطاع ودواليب القرار فيه ما جعل الفعل الثقافي مرهون بيدّ القلة القليلة.
أحمد ماضي الذي يعتبر من أبرز الناشرين الجزائريين وصاحب دار الحكمة التي تنشط في مجال النشر والطباعة منذ سنوات عديدة، أكد في تطلعاته للمشهد الثقافي في 2016 على أهمية أن يتم تجسيد المحاور الكبرى التي سبق وأن تحدث عنها وزير القطاع، عز الدين ميهوبي، وأكد في هذا السياق أن ميهوبي يمتلك رؤية واستراتيجية وله تجربة وهو ابن القطاع ويمكنه من أن يقدم الإضافة النوعية واللازمة لإعادة المسار الصحيح للقطاع الثقافي على المستوى الداخلي والخارجي، ولكن عاد وأكد على أن كل هذا مرتبط بالأطراف التي ستجد سياسة الوزير وعرج بالمناسبة إلى التأكيد على وجود " لوبيات " داخل وزارة الثقافة مكلفين بإدارة سياسة الوزير والقطاع، وهي من تعرقل وتدفع بالناشطين في القطاع إلى اليأس وهو ما يأمل في أن يكون لدى الوزير جرأة للإقبال على تغيير حقيقي يتماشى مع سياسة القطاع من جهة ومع الاستحقاقات التي سيقبل عليها بعد سنّ القوانين التي ستحدد كيفيات تسييره والتي سيفرج عنها خلال هذا السنة وفق تصريحات الوزير نفسه.
وأضاف محدثنا يقول: "أتمنى أن يكون هناك تجديد كامل يتعامل مع مختلف الأطياف الثقافية بكل تنسيق وتكامل دون اعتماد للإقصاء والتهميش"، ودعا المتحدث إلى ضرورة رد الاعتبار لحقوق الناشر الجزائري التي بات بعضها مهضوما في ظل سيطرة التصرفات السلبية للقائمين على قطاعات معينة بوزارة الثقافة.


•    عبد العالي مزغيش/ شاعر، إعلامي ورئيس جمعية الكلمة للثقافة والإعلام
"حان الوقت للالتفاف إلى الكفاءات المهمشة"

أتمنى أن يجدد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي أجندة الوزارة، بدل الاعتماد على الأسماء نفسها في تسيير وإدارة التظاهرات الثقافية، حان الوقت للالتفات إلى الكفاءات المهمشة والمواهب المكبوتة ورجال لم تصلهم بقعة ضوء.

رصدتها: ح. س

من نفس القسم الثقافي