الثقافي

ميهوبي: وزارة الثقافة تحضر للنصوص التطبيقية لقانون الكتاب

من شأن القانون المصادق عليه منذ سنتين أن يعيد ترتيب قطاع النشر في الجزائر

  • تحضير 8 ملايين بطاقة مجانية لارتياد قاعات المطالعة


صرح وزير الثقافة عز الدين مهيوبي، أن مصالحه بصدد التحضير للنصوص التطبيقية المرتبطة بقانون أنشطة وسوق الكتاب المصادق عليه قبل حوالي سنتين، وسيتم إحالة النصوص على الدوائر الوزارية المعنية قصد ابداء رأيها، قبل سريان القانون لتحدد "المسؤوليات بصورة تلقائية" في سوق الكتاب والأنشطة المتعلقة بالكتاب حسب الوزير.
واعتبر وزير الثقافة في حديث للصحافة أمس أول بالعاصمة، أن تطبيق قانون أنشطة وسوق الكتاب سيسمح بوضع دفتر شروط للتعامل مع الناشرين قصد الوصول إلى "مهنية أكبر" في القطاع والحد مما أسماه بـ"الناشرين الموسميين".
وسبق للوزير أن تناول قطاع النشر بالكثير من النقد معتبرا أن "وجود أزيد من 1200 ناشرا في الجزائر ليس رقما صادقا"، ويجب مراجعته للحصول على "الناشرين المحترفين الذين يملكون دليل نشر".
وكان البرلمان قد صادق على القانون المتعلق بأنشطة وسوق الكتاب في مايو 2015، ولقي حينها ردود أفعال متفاوتة لدى مهنيي الكتاب بين مؤيد ومعارض، وتضمن القانون موادا تعريفية لمهنيي الكتاب تحدد صلاحياتهم ومهامهم القانونية، كما نظم بيع وتصدير واستيراد وتوزيع الكتاب.
ويحدد القانون مسؤولية الفاعلين في المجال (ناشرون، كتاب وأصحاب مكتبات) المعنيين بالنشر والتوزيع، كما يهدف إلى إرساء استراتيجية كفيلة ببعث وتطوير الصناعة الوطنية للكتاب والابداع الأدبي، وفيما يتعلق بإلغاء عدد كبير من العناوين التي دعمتها الوزارة ضمن قسنطينة عاصمة الثقافة العربية اعتبر ميهوبي أنه "تم وضع قائمة اولى من 585 عنوانا، لكن الغلاف المالي لم يغط العدد".
وقال الوزير أنه تعين على مصالحه "مراجعة العملية حفاظا على الإلتزام بالكلفة المحددة في إطار التظاهرة"، مطمئنا الناشرين باستمرار الدعم العمومي للعناوين المقترحة عبر الصندوق الوطني لترقية الفنون والآداب، وعبر عدد من الناشرين عن تخوفهم بخصوص تقلص الدعم الموجه للكتاب، خاصة في تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، حيث حصلوا على الموافقة وشرعوا في تحضير العناوين ليتفاجؤوا بإلغاء العملية.

•    آلاف الكتب مخزنة دون أن تعرض للقارئ
وأكد الوزير في سياق متعلق بقطاع النشر في الجزائر أن حوالي 7.000 عنوان صدر بالجزائر بين سنتي 2003 و2015 والعديد من النسخ مخزنة في المكتبة الوطنية دون أن تعرض للقارئ في المكتبات العمومية والجامعات والمدارس وكذا في المؤسسات العقابية والمساجد، وأوضح أن "هناك آلاف العناوين صدرت بمناسبة مختلف التظاهرات التي نظمتها وزارة الثقافة بفضل المساعدات الممنوحة بمبادرة من رئيس الجمهورية ولكنها مخزنة في المكتبة الوطنية دون توفيرها للقارئ".
وأوضح الوزير انه يأمل في تقريب الكتاب من القراء لا سيما الأطفال، وألح الوزير قائلا "لقد قدمنا تعليمة لمدراء المكتبات العمومية في جميع الولايات حتى يتم منح بطاقات انخراط مجانية لجميع الأطفال المتمدرسين لحثهم على القراءة لا سيما في المساء عند انتهاء الدراسة حتى يكتشفوا محيط ثقافي جديد غير جهاز التلفزيون في المنزل".
وأضاف الوزير انه يمكن تنظيم نشاطات أخرى مثل الندوات والنقاشات مع الكتاب قبل اقتراح تنظيم عملية سبر آراء في العديد من الولايات قصد معرفة سلوكات المطالعة للجزائريين ومعرفة ما هي الكتب التي يقرؤونها وبأي لغة، وأوصى الوزير قائلا "يجب معرفة أيضا ما إذا كانت المجموعات الشعرية أو الكتب الدينية أو كتب التاريخ التي تجذب القاري قصد تحديد وسائل تحسين سلوكات القارئ".
واعتبر ميهوبي انه على الرغم من الصعاب العديدة فان الجزائري هو قارئ مواظب ويتقدم والدليل على ذلك التوافد الذي يسجله كل سنة الصالون الدولي للكتاب للجزائر العاصمة الذي يجلب حسب الوزير "عدد كبير من الزوار".

•    تحضير 8 ملايين بطاقة مجانية لارتياد قاعات المطالعة
ومن اجل ترسيخ ثقافة المطالعة لدى الشباب أشار الوزير إلى أن 5,8 مليون طفل متمدرس يجب أن يتوفروا على كتاب بالإضافة إلى الكتاب المدرسي، ودعا ميهوبي الهيئات والمؤسسات إلى المساهمة في توفير الكتاب للطفل، وأكد الوزير أنه "يتعين على الناشرين والمجالس الشعبية البلدية والوزارات المكلفة بقطاعي الثقافة والتربية وهيئات أخرى المساهمة في توفير الكتاب الخاص بالأطفال".
وأضاف في هذا الصدد أنه يولي أهمية كبرى لهذه العملية إذ أن "المقروئية تعد وسيلة لتربية الأجيال المستقبلية ووضع الكتاب تحت تصرفها في المدرسة وفي البيت" معتبرا أنه ينبغي على الأساتذة تشجيع الطفل على القراءة عن طريق اقتراح كتب للقراءة "كونها أول مصدر للمعرفة"، وتأسف لكون الـ 5,8 ملايين طفل الممدرس يقتصرون على الإطلاع على الكتاب المدرسي ملحا على ضرورة توفير الكتب الأخرى "لتنويع المعارف".
وأضاف الوزير أنه "ينبغي إعداد برنامج يتضمن مبادرة حتى يصبح الكتاب أولوية في حياة الطفل علما أن الدولة مولت نشاط النشر كي يبلغ عدد الناشرين 1.200 ناشر محترف "يشاركون في بناء مجتمع المعرفة".
 

من نفس القسم الثقافي