الثقافي
مختصون: الإستعمار الفرنسي وظف التراث لخدمة الأفكار الكولونيالية
ضمن فعاليات ملتقى تاريخ منطقة سكيكدة إبان حرب التحرير
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 04 جانفي 2016
سلط مؤرخون وباحثون الضوء ضمن أشغال الملتقى الثامن حول تاريخ منطقة سكيكدة خلال الحقبة الاستعمارية من 1838 إلى 1962، الذي احتضنته مؤخرا قاعة المحاضرات للمركز الإسلامي بسكيكدة، على موضوع السياسة الإجرامية التي انتهجها الغستعمار الفرنسي عند احتلاله بلادنا، ومنها منطقة سكيكدة؛ إذ استعمل كل الوسائل لبسط قمعه؛ قصد إخضاع الشعب الجزائري لإرادته.
وأشار في هذا السياق حداد أحمد أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة عبد الحميد مهري قسنطينة 2، فقد اتهم الصحافة الاستعمارية بتعمدها تزييف الحقائق؛ بجعل المستعمر الضحية، والمجاهدين المرتزقة وقطّاعَ الطرق والمجرمين المتوحشين، معتبرا أن الصحافة الاستعمارية التي كانت تصدر بالجزائر، هي في الواقع صحافة المعمّرين، كانت تدافع فقط عن الأقلية الأوروبية وعن امتيازاتهم وعن مصلحة الجزائر الفرنسية؛ لهذا فقد عملت على مصادرة صوت الجزائر، وتعتيمه تعتيما مطلقا؛ لذا رأى أن هجومات العشرين أوت 55 جاءت لتكسر ذلك التعتيم، ومن ثم إسماع صوتها للعالم بأن ثورتها ضد المستعمر الغاشم إنما هي ثورة من أجل قضية عادلة.
وقال في هذا الصدد الباحث بودربالة نور الدين أخصائي في التاريخ الحديث من جامعة معسكر بأن الإدارة الاستعمارية بعد أن شرعت في تجسيد سياستها العسكرية في المنطقة بداية من سنة 1838 بإخضاعها للسلطة الاستعمارية، قامت مباشرة بممارسة سياستها الإدارية، التي بدأتها بعملية إحصاء عدد القبائل وفروعها بالمنطقة، والمقدَّر عددها بـ 30 قبيلة، ثم عملت على تفتيت وتفكيك تلك القبائل؛ بإنشاء ما يُعرف بـ "الدوّار"، الذي أصبح يضم فروع القبائل؛ بغرض إضعاف وحدة الشعب الجزائري.
في حين اعتبر الأستاذ طويل العيدي أخصائي في التاريخ والآثار بجامعة محمد لمين دباغين في سطيف، أن الاستعمار الفرنسي عند احتلاله بلادنا بداية من سنة 1830 إلى غاية 1962، كرّس نظرته الاستعمارية البحتة للتراث الذي وظفه لخدمة الأفكار الكولونيالية، والدليل على ذلك تركيزه عند احتلاله الجزائر، على جرد وجمع الآثار المتعلقة بالحقبة الرومانية دون غيرها من الحقبات بالرغم، من أن كل المدن الكبرى كانت تزخر بكمّ هائل من التراث الذي يعود للفترات الإسلامية الطويلة.
فريدة. س