الثقافي
رواية اللاز للطاهر وطار لأول مرة على الركح
من إنتاج المسرح الجهوي لسوق هراس
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 02 جانفي 2016
ستعرض رواية اللاز للأديب الجزائري الطاهر وطار، لأول مرة، على الركح، من إنتاج المسرح الجهوي لسوق هراس، ومن اقتباس الكاتب محمد بورحلة، وإخراج وسينوغرافيا يحيى بن عمار، حيث ظهرت المسرحية في قالب تراجيديا تحاكي فيه موضوع الثورة الجزائرية.
وتعدّ رواية الطاهر وطار اللاز من بين الروايات العالمية لبعدها الإنساني، حيث درست لسنوات بالاتحاد السوفياتي سابقا، وترجمت لأكثر من لغة على غرار اللغة الفرنسية، الإنجليزية، الروسية وحتى الألمانية.
يتناول العمل، الذي اقتبسه الكاتب المسرحي محمد بورحلة، الصراع بين مناضلي الثورة التحريرية؛ مسلّطاً الضوء على التصفيات الجسدية التي طالت مناضلين ومثقّفين شيوعيين بسبب توجّهاتهم الفكرية، من خلال قصّة مجموعة من المناضلين الذين تُلقي قوّات الاحتلال الفرنسي القبض عليهم في كمين نصبته لهم، فتراودهم الشكوك في وجود خائن بينهم، وسرعان ما يوجّهون التهمة إلى واحد منهم يختلف معهم أيديولوجياً، ويخيّرونه بين تغيير توجّهاته أو القتل.
وفي رواية اللاز التي تتحدث معظم أحداثها عن فترة المقاومة الجزائرية للإستعمار الفرنسي يطرح الكاتب مشكل الإستعمار وما يفرضه من نظم على البلاد التي يحتلها فيقسّم السكان إلى نعم أو لا.. معنا أو ضدنا والشيء نفسه تفعله المقاومة أو الثورة.. ومن هنا يجد الإنسان نفسه بين نارين.. نار الثورة ونار الاستعمار.. وكلاهما يمارس العنف والتصفية على معارضيه.. لقد صور لنا الطاهر وطار في روايته اللاز الدم ومعنى كلمة اللاز هي البطل.. لكن هذا البطل سرعان ما يتحجم ويكاد يختفي منذ منتصف الرواية ليتحول اللاز إلى الجماعة التي تعنى الثورة، لكن في الثورة تحدثت صراعات.. فالثورة ليس لها إلا وجه واحد.. وعندما تجد أن المقاومين متعددي المشارب السياسية تحاول هذه الثورة أن تصفي اليسار فتحاكم كل المنضويين إليها من تيارات سياسية أخرى وهنا يضع الطاهر وطار قضية المتطوعين في المقاومة والذين يتعرضون للتبرأ من أفكارهم السياسية السابقة والانصياع لعقيدة القوة المسيطرة على الثورة الجزائرية آنذاك عبر سطوة القيادة في المنفى.. فعلى الرغم من أن قضية النضال ضد الفاشية والظلم عالمية حيث يشترك في المقاومة الجزائرية إلي جانب المجاهدين الجزائريين عدة أفراد ينتمون إلى أحزاب شيوعية.. إسبانية وفرنسية وجزائرية بل هم أوروبيون وليسوا جزائريين.. إلا أن هذا النضال لا يقبل منهم في النهاية ويتعرضون إلى محكمة صورية تخيّرهم بين التخلي عن المبدأ أو الذبح فيختارون الذبح ربما ندماً وتكفيراً على الالتحاق بهذه الثورة التي باعتهم.
وقد تم، مؤخرا، عرض رواية الأديب وطار الوالي يعود إلى مقامه الزكي، من إنتاج المسرح الجهوي لباتنة، واليوم يكرم مسرح سوق هراس ـ حسب مديره ـ هذا الأديب الجزائري الذي بلغ العالمية عن طريق إبداعاته الراقية؛ فالجزائر تكرم أديبها عن طريق الفن الرابع.
"اللاز" ليست رواية وطّار الوحيدة التي تُنقل إلى المسرح، فقد سبق أن قدّمت عروض مقتبسة عن عدد من رواياته؛ مثل: "الحوّات والقصر" و"الشهداء يعودون هذا الأسبوع" و"الولي الطاهر يعود إلى مقامه الزكي".
فريدة. س