الثقافي

"أسبوع المولد": محطة ثقافية ودينية تحظى بقدسية لدى سكان أدرار

مميزات ثقافية وتراثية أهلت التظاهرة للتصنيف من قبل اليونسكو


انطلقت سهرة أمس أول الثلاثاء بالمقاطعة الإدارية تيميمون (220 كلم) شمال أدرار وفي أجواء مليئة بالألوان الإحتفالات التقليدية السنوية الخاصة بأسبوع المولد النبوي الشريف من خلال إقامة طقوس وأنشطة متميزة استقطبت آلاف الزائرين والسياح الذي توافدوا على إقليم قورارة خلال هذه الأيام الأخيرة.
إنطلاق الإحتفالات من قصر ماسين

بدأت المرحلة الأولى من هذه الفعاليات التي ستتواصل حتى أمسية يوم غد الأربعاء بتجمع كبير لفرق الزوايا بقصور تبلكوزة وقصر قدور وأولاد عياش وغيرها من القصور الواقعة شمال إقليم قورارة والتي تقضي المبيت بزاوية سيدي أحمد بن يوسف بقصر ماسين العتيق بالجهة الشرقية لمدينة تيميمون حيث تقرأ فاتحة السلكة بمسجد الزاوية في حين تقام في محيطه أنشطة فلكلورية مختلفة للفرق التراثية تتواصل حتى غروب الشمس بحضور جمهور غفير.

منطقة "جبل الأسبوع" محطة هامة في التظاهرة

أما المرحلة الثانية من التظاهرة فقد انطلقت أمس الأربعاء بمنطقة جبل الأسبوع (جبل السبوع) الواقع بمحاذاة مسرح الهواء الطلق وسط مدينة تيميمون والتي تعد محطة هامة في هذا المشهد الإحتفالي المتميز من خلال حجم الأنشطة والطقوس التي تقام بها بمشاركة مختلف الفرق ووفود الزوايا المتواجدة بضواحي المدينة ووسطها بمعية تلك الوفود القادمة من شمال الإقليم مرورا بقصر ماسين، وخلال هذه المحطة بهذا الموقع التاريخي والشهير لدى سكان المنطقة والتي تعد ذروة الإحتفالات تتحلق فرق البارود والحضرة والقرقابو في فسيفساء مرزكشة لإمتاع الحضور بعروضها الشيقة التي تقتصر فيها على ترديد قصائد التهليل والتصلية دون غيرها بينما تصطف على الجانب وفود الزوايا حاملة أعلاما كبيرة كتبت عليها عبارات تحمل دلالات دينية وصوفية في مشهد روحاني يحظى بقدسية كبيرة لدى الجمهور إلى جانب عروض الفروسية بمشاركة فرق خيالة عديدة قدمت من مختلف جهات الوطن، ويستمر هذا المشهد الإحتفالي الذي يدوم نحو أربع ساعات حتى وصول فرقة البارود لقصر ماسين والتي يوجه أفرادها طلقات البارود نحو الأعلى دون تشكيل الحلقة إيذانا منهم بختام هذه المحطة والتنقل إلى المرحلة الثالثة.

موقع "الحفرة" بزاوية سيدي الحاج بلقاسم محطة مشوقة في المشهد

وفي المرحلة الثالثة من هذا الإحتفال التاريخي والأسطوري تتجه تلك الوفود صوب المحطة الأخيرة منه والتي يحتضنها الموقع المعروف ب " الحفرة" الواقع بزاوية سيدي الحاج بلقاسم بالجهة الجنوبية لمدينة تيميمون حيث تعد محطة حاسمة في هذا المشهد باعتبارها نقطة التقاء كل وفود الزوايا الواقعة بالقصور الشمالية والغربية لإقليم قورارة وضواحي مدينة تيميمون في مشهد بهيج الذي يشد الأنظار باقتحام تلك الوفود لهذا الموقع المنخفض من كل جانب وبسرعة قياسية في محاكاة لقوة الشوق والحنين والمحبة التي كان يكنها مشايخ المنطقة لبعضهم البعض.
يحدث هذا في خضم نشاط فرق الحضرة التي لا تتوقف عن قرع الطبول وترديد عبارات التهليل والتكبير والصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) الممزوجة بزغاريد النسوة والعائلات وهتافات الحضور الذين اكتست بهم المرتفعات المحيطة بهذا الموقع الأثري والتاريخي الذي يحمل معاني وأبعاد عديدة لدى سكان الإقليم والتي تنشد المحبة والإخاء وإشاعة السلام والصلح بين الجميع.
ويتواصل هذا المظهر حتى غروب الشمس للتفرغ لأداء صلاة المغرب في الهواء الطلق بمحيط زاوية الحاج بلقاسم والتضرع إلى المولى عز وجل لحفظ البلاد والعباد وتحقيق الخير للجميع ليتفرق بعدها الجموع على أمل اللقاء في الموسم المقبل لتعود الواحة الحمراء إلى هدوئها المعهود. تجدر الإشارة أن منطقة زاوية كنته بإقليم توات بجنوب الولاية تعيش مظاهر احتفالية مماثلة بهذه المناسبة من خلال العروض الفولكلورية لفرق البارود والقرقابو والحضرة والتي تستقطب بالقصر العتيق وزاوية كنتة جموع غفيرة من الزوار من مختلف جهات الوطن.
ق. ث

من نفس القسم الثقافي