الثقافي
مؤتمر التراث العربيّ المخطوط ينظم جانفي القادم بجامعة بسكرة
تحت شعار: "تنضب الثروة ويبقى المخطوط"
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 27 ديسمبر 2015
ينظم بجامعة بسكرة في الشهر الداخل، مؤتمر التراث العربي والمخطوط في الجزائر وفي العالم العربي والإسلامي، حيث سيسلط الضوء على هذا التراث الذي يعتبر ثروةُ الأمة ومخزونُها الحضاري الذي يمثّل شخصيتَها، وتفرّدَها، وعلومها المختلفة، وأبعادَها الروحية والفكرية والاجتماعية، وهو نقطةُ تحولِّها التاريخي وحضورها على المستوى الإنساني.
والمخطوطاتُ من أهمّ مكونات هذه الثروة، بعضُها تَمَّ فتحُه، والاعتناءُ به، وتحقيقُه، وتوزيعُ مخزونه، فاستفادت منه الأجيال المتلاحقة من باحثين ومهتمين، وبعضُها الآخرُ كثيرٌ ما يزال ينتظر جهودَ الجميعِ من أجل رصده، ترميمه وإعادة إحيائه، كما هو تراث ثقافي لم تر الإنسانية في حضاراتها مثيلا له في قيمته ومضمونه وعدد المخطوطات المنتشرة عبر العالم تقدر بأكثر من ثلاثة ملايين مخطوط، حوت في ثنايا أوراقها شتى أصناف العلم والفكر والأدب والثقافة البشرية، تلك هي محفوظات هوية الشعوب ومدلولات وجودها.
ويقدر المحققون أن ما طُبِعَ من التراث العربي المخطوط منذ ظهورِ الطباعة لا يزيدُ على واحدٍ في المائة، أي أن 99% من المخطوطات العربية يحتاجُ إلى الكشفِ والتعريف والتحقيق والنشر، وعليه فليس من المبالغة البتة إذا قلنا أن المخطوطات الجزائرية والعربية قد فاقت في عددها وتنوعها أي تراث فكري عالمي آخر، لكن مع كل هذا فقد تعرض هذا التراث لتحديات كثيرة منها ضعف العناية به من تحقيق وشرح وحفظ وصيانة من الضياع والتلف ناهيك عن السرقات الاستعمارية الممنهجة لإضعاف الأمة ثقافيا والسرقات الحالية إما لعدم الوعي أو جريا وراء الربح السهل وغير المشروع.
وقد جاء تنظيم هذا الملتقى الذي سيعرف مشاركة ثلة من الباحثين العرب والجزارئيين والأجانب، في إطار الحرص المستمر من قبل كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية ممثلة في قسم العلوم الإنسانية على توحيد الجهود والرؤى وتبادل المعارف والتجارب العملية المحلية والدولية في مجال التراث المخطوط من جهة التعرف عليه وطرائق العناية به وترميمه وتحقيقه وحمايته ونشره والعمل على استدامته والإفادة منه في البحوث التاريخية والعلمية والمعرفية المختلفة التي تناولتها نفائس المخطوطات بأنواعها وأيضا في مجال التنمية والتنمية المستدامة، وستحاول المداخلات المؤمل التقدم بها عرض الواقع والتحليل النقدي والعلمي له من جوانبه التاريخية والعلمية الأكاديمية والتعريف بالتجارب والنماذج الكفيلة بحسم معركة التراث المخطوط الصامد في وجه التحديات المختلفة.
ويهدف الملتقى إلى التعرف على واقع المخطوطات وضروريات المستقبل من جهة، والعناية بها كتراث ومعلم حضاري مهم من جهة أخرى، التعرف على أهم المجالات العلمية التي تضمنتها المصنفات في المخطوطات، التعرف على أهم علوم المخطوطات والعلوم المكملة لها، التعرف على أنواع المخطوطات والمضامين الفكرية المميزة لها في مختلف البلدان وبالأخص المخطوط الجزائري، تبيّن طرق التحقيق العلمي والمنهج الكفيل بنشر المخطوط على الوجه الذي أراده مؤلفه، التعرف على خزائن ومراكز المخطوطات في الجزائر وخارج الجزائر، التعرف على مختلف التجارب الوطنية والدولية في ترميم وحفظ المخطوط، دفع البحث العلمي نحو المزيد من العناية بالمخطوطات، الإسهام في رفع الثقافة العلمية حول المخطوطات للمجتمع عامة والباحثين بصفة أخص.
فريدة. س