الثقافي
" فيلا عبد اللطيف " تحتضن إقامة " مدار السرطان" بداية من 26 ديسمبر الجاري
تضمّ فنانين جزائريين وكوبيين
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 14 ديسمبر 2015
تحتضن "فيلا عبد اللطيف" خلال الفترة الممتدة بين 26 ديسمبر الجاري وإلى غاية 16 جانفي الداخل إقامة إبداع بعنوان "مدار السرطان"، تضمّ فنانين جزائريين وكوبيين، بالإضافة إلى معرض يحمل الكثير من ملامح الثقافة الكوبية ويجسّد الإبداعات التي تحقّقت في إطار هذه الإقامة الجزائر-كوبية.
هذه الإقامة رأت النور في جوان الفارط بكوبا، بعد تنقل مجموعة من الفنانين الجزائريين إلى العاصمة هافانا، حيث التقوا بنظرائهم الكوبيين هناك، قبل أن تأتي لتحط رحالها بأرض الوطن، وتعتبر الإقامة فرصة لاستعراض ملامح وخصوصيات الثقافة الكوبية والجزائرية مع انتهاج أصدق وأدق التعابير، بهدف إيصال هذا الغنى وتجسيده فنيا.
كما تدخل هذه الفعالية في إطار ترقية الصداقة والتبادلات الثقافية بين البلدين، إضافة إلى التأسيس والتحضير لمعرض مهم يمزج ويقدّم أنواعا من الفنون، وهي الفن التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي والأدب، وتضمّ ورشة الفنانين الجزائريين 8 فنانين هم؛ جودت قسومة، سعاد دويبي، ثيلالي رحمون وكريم نزيم تيدافي في الفن التشكيلي وكريم عبد السلام وبسمة خالفة وحليم زناتي في فن التصوير، أما الفنانون الكوبيون، فيتعلق الأمر بإدواردو ميقال أبيلا توراس ورانكانو فييتاس أرنيستو ماتييو (فنانان تشكيليان) وباربراكويلو (مصور).
وتعد " فيلا عبد اللطيف " من أبرز الدور التي تعنى بالأنشطة الثقافية وتكشف أجندة الدار أن من زارها روائيون وفنانون من مختلف العصور والدول، على غرار نمرود من تشاد، ليغي غارنييري من إيطاليا، آندري غولاسيموف روسيا، وماثياس إينارد من فرنسا، تعتبر فيلا عبد اللطيف تحفة معمارية تاريخية، وهي تقع على بعد أمتار من مقام الشهيد، وبنيت وسط الغابة، ورغم مرور السنين فإن يد الإنسان لم تقم بتغيير الكثير من ملامحها، فقد حافظت على رونقها وشكلها الأول.
وعايشت الدار مراحل مختلفة عبر فترة الحكم العثماني، حيث كانت إحدى الإقامات الصيفية لأعيان إيالة الجزائر، وكانت المنطقة التي تقع فيها الدار منطقة ريفية يطلق عليها اسم "الفحص"، وذلك لكثافة الأشجار والزهور، وهو ما نلمسه إلى غاية اليوم، حيث لا تزال المنطقة تتمتع بعذرية الطبيعة.
وتحولت " دار عبد اللطيف " أو" فيلا عبد اللطيف" إلى ورشة للفنانين التشكيليين، وصارت محطة تستقبل كبار المبدعين في هذا الفن، من أمثال أوجين دولاكروا، فرومنتين، شارل دوفران وأوغستين فيراندوولويس بيرتوم، منتصف القرن التاسع عشر، وقد حافظت دار عبد اللطيف على اسمها منذ قرون ولم تقم أي جهة بتغيير الاسم، حتى الاستعمار الفرنسي عندما قرر عام 1922 تصنيفها ضمن الآثار التاريخية المهمة، قرر عدم تغيير الاسم، وتشير الروايات التاريخية إلى أن أحمد عبد اللطيف هو آخر جزائري امتلك الدار بعقد، وقد كان بحسب العديد من المصادر رجلا ثريا عاشقا للثقافة، ويقال إنه كان وزيرا، عاش في القرن الثامن عشر زمن الجزائر العثمانية، ولا تزال هذه الدار شاهدة على عهده، كما تقول المصادر التاريخية أن الدار لم يبنها عبد اللطيف، لكنه فرض اسمه عليها حيا وميتا، بعد أن ألهمت الشعراء والفقهاء في عصرها الأول، ثم ألهمت الفنانين التشكيليين في عصرها الثاني، ويعود أقدم سند ملكية لهذه الدار إلى عام 1715، قبل أن تنتقل إلى ملكية العديد من الأعيان، ومنهم أحد وزراء البحرية، وفي عام 1795 اشتراها عبد اللطيف بمبلغ ألفي دينار ذهبي، ونظرا لأنه كان آخر جزائري امتلك هذه الدار فإنها بقيت تحمل اسمه إلى يومنا هذا.
مريم. ع