الثقافي

"المطلوبون الـ18" يفتتح الدورة السادسة لمهرجان الجزائر للفيلم الملتزم

الأعمال المشاركة في تتناول في مجملها قضايا سياسية واجتماعية وبيئية مختلفة


افتتحت في العاصمة الجزائر سهرة السبت إلى الأحد فعاليات الدورة السادسة لمهرجان الجزائر الدولي للفيلم الملتزم بعرض فيلم وثائقي عن الانتفاضة الفلسطينية الأولى بعنوان "المطلوبون الـ18"، ويتواصل المهرجان لغاية 19 ديسمبر الجاري بعرض أفلام تتناول قضايا إنسانية واجتماعية وأخرى سياسية، أبرزها القضية الفلسطينية، كما سيتم خلال المهرجان عرض أفلام طويلة وأخرى وثائقية تمثل عدة بلدان، بينها الجزائر، سويسرا، بلجيكا، مدغشقر، الولايات المتحدة، تشيلي، فلسطين، إثيوبيا، كولومبيا، ولهند، بوركينا فاسو، وبلغاريا، وتتناول مجمل الأعمال المشاركة موضوعات إنسانية واجتماعية، كقضايا البيئة والمرأة والطفل، إلى جانب قضايا التحرر كالقضية الفلسطينية وقضية الصحراء الغربية، وهما قضيتان ثابتتان في كل دورات المهرجان.
وشهد افتتاح التظاهرة تكريم الراحل مالك آيت عودية، وعضو لجنة تنظيم المهرجان معمر مقران الذي توفي مؤخرا، إلى جانب صديق الثورة الجزائرية السينمائي البلغاري  كريستو غانيف صاحب فيلم "عرس الأمل" الذي تناول الأيام الثلاثة الأولى لاستقلال الجزائر، فيما كان العرض الافتتاحي بفيلم "المطلوبون الـ18" للمخرجين عامر شوملي وبول كوان، وهو عمل وثائقي يسلط الضوء على الانتفاضة الفلسطينية الأولى 1987، وكيف بحث الفلسطينيون عن بدائل لمنتجات الاحتلال الإسرائيلي بتربية 18 بقرة يوزع حليبها على سكان بيت ساحور، فتضررت شركة الحليب والألبان الإسرائيلية، وأصبحت البقرات مطلوبات وملاحقات لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي، فرفعوا الضرائب على العلف مما دفع صاحبها لبيعها.
ويستعرض ويتنقل بين المناضلين الفلسطينيين والأبقار والشخصيات من الجيش الإسرائيلي وعبر أكثر من وسيلة فنية وينقلنا في النضال الشعبي الحقيقي الذي كان يشارك فيه الجميع وصولا إلى نهاية المطاردة المأساوية مع قدوم اتفاق أوسلو عام 1993 الذي جاء بشكل يخالف أحلام ورغبات الفلسطينيين في الداخل، وبعد نفوق عدد كبير من البقرات خلال سنوات يتم نقل البقية عبر شاحنة للذبح، لكن بقرة تقوم بدفع ابنتها خارج الشاحنة لتركض بعيدا رافضة هذا المصير المأساوي، وكما تقول الرواية الشعبية التي يفضل أهالي بيت ساحور تناقلها فإنها سكنت في الجبال القريبة، لنكتشف أن هذه البقرة البيضاء هي التي يبحث عنها المخرج، فهي ترمز للأمل والاستمرار في النضال الفلسطيني، ليعود الفيلم كما بدأ في كهوف الجبال الجرداء في بيت ساحور بحثا عن البقرة البيضاء.
وتعليقا على فيلم الافتتاح قال السفير السابق ومدير مؤسسة التلفزيون العمومي الأسبق حمراوي حبيب شوقي إن اللافت فيه هو "التلاحم بين المسيحيين والمسلمين في القضية، وفي ظل الظروف التي تعيشها حاليا الجاليات الإسلامية في أوروبا نحتاج لأناس يقولون إن الديانات عندما تلتقي فيها قضية عادلة مثل قضية فلسطين هي ديانات تخدم الإنسانية، والفيلم مرشح للأوسكار نتمنى فوزه ليكون سفيرا للحضارة العربية الإسلامية النيرة التي تلتقي مع كل القضايا الإنسانية في العالم".
وردا على سؤال لموقع الجزيرة نت الإخباري عن معنى الالتزام في الشعر والسينما، قال وزير الثقافة عز الدين ميهوبي "طالما الإنسان موجود فهناك شعر وهناك قضية وهناك أسئلة كثيرة تطرح عن المصير والحق والحياة، لهذا مثل هذه الأعمال الفنية تحمل فكرة ورؤية، وتحمل أيضا أسئلة كبيرة، لكنها تحمل أجوبة أن الإنسان يبقى منتصرا دائما، والقضية دائما تنتصر".
هذا وقد خصص المهرجان ثلاث جوائز، تتعلق بجائزة الجمهور، جائزة لجنة التحكيم، والجائزة الكبرى، ويرأس لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية المخرج الجزائري مهدي العلوي، بينما يرأس لجنة التحكيم للأفلام الطويلة المخرج الجزائري قاسم حجاج، وستنظم ندوات على هامش المهرجان، حول "لماذا يعد تدريس السينما مهما؟"، وأخرى عن "الشباب في قلب السينما الملتزمة"، وتناقش ثلاث أخرى جوانب مختلف عن صناعة الأفلام الوثائقية.
فريدة. س

من نفس القسم الثقافي