الثقافي
توزيع جوائز ابن بطوطة الإماراتية بعاصمة الجسور المعلقة قسنطينة
على هامش ندوة "الرحالة العرب والمسلمين، اكتشاف الذات والآخر"
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 11 ديسمبر 2015
سيتم تسليم الكاتب سعيد خطيبي جائزة ابن بطوطة الإماراتية في دورتها الحادية عشرة لعام 2015، التي حاز عليها عن كتابه "جنائن الشرق الملتهبة، رحلة في بلاد الصقالبة"، شهر أفريل القادم بعاصمة الجسور المعلقة قسنطينة.
تسليم الجائزة للفائز تكون على هامش انعقاد ندوة "الرحالة العرب والمسلمين، اكتشاف الذات والآخر" الصادر عن "دار السويدي" في أبو ظبي، ويرصد الكتاب التاريخ السياسي والأدبي والفني للمدن التي زارها المؤلف، واصفا دفء الأمكنة وحميميتها تارة، وبردها ووحشتها تارة أخرى، فقد عاشت هذه الأمكنة سلسلة من الصراعات الدامية، ناهيك عن النزاعات والانشقاقات والمناوشات المسلحة التي تلت سقوط يوغسلافيا. ويجد أن تلك البلاد تتقاطع مع بلاد العرب تاريخيا في خضوعها للدولة العثمانية، كما يرى أن هناك ميزات مشتركة تجمع بينهما، يحاول رصد بعضها في رحلته.
ويقول صاحب الكتاب أن هناك فسيفساء تظهر للزائر وتختصر أوروبا في بقعة واحدة، وخلف الواجهات الصارمة والنظرات الخاطفة للمارة تتمدد حياة إنسانية دافئة ومتوهجة، وتتكاثر معابد الفن، وتزدهر حركة تشكيلية معاصرة، حيث تتقاطع الهويات والإثنيات التي وجدت في المدينة نفسها نقاطا مشتركة تجمع بينها.
يذكر الكاتب أنّه اكتشف بعد ثلاثة أسابيع من ترحاله، أن السفر لا يقاس فقط بالمسافات، وإنّما أيضا بالحالات النفسية التي يستشعرها المرء، والتي تختلف بالانتقال من مكان إلى آخر سواء كان قريبا أو بعيدا، ويجد أن السفر الأكبر ليس سفرا في الجغرافيا، بل هو سفر يعيدنا إلى ذواتنا، ويستشهد بمقولة الفرنسي إيبوليت تاين: "نحن نسافر لتغيير الأفكار، لا لتغيير المكان". كما يتوقّف خطيبي في رحلته عند شخصيات أثرت في تاريخ المدن التي زارها، والتاريخ الحديث للعالم بقسطها الوافر.
يحكي سعيد خطيبي انطباعاته الأولى عن المدن، وتغيّرها أثناء التجوّل والتعرّف إلى تفاصيلها، ويدرك الكاتب أن الترحال - مهما اختلفت بقاعه - يعيد المرء باستمرار إلى بقاع عرفها، وأمكنة عاش فيها وتنفس فيها؛ رغبة في الاكتشاف ولذة الحلم، ويختم بقوله: "السفر إلى الخارج ليس سوى عودة إلى الداخل".
للإشارة، استطاع خطيبي أن يحجز مكانة إلى جانب المتوَّجين من بين 36 عملا ترشّحت للجائزة بفروعها الأربعة وحصل الإماراتي محمد عبيد غابش على الجائزة نفسها مع الجزائري خطيبي عن كتابه "غفوة الذئاب، رحلات حول العالم"، وستسلَّم الجوائز للفائزين في احتفال تشهده مدينة قسنطينة شهر أفريل القادم، ضمن احتفالاتها كعاصمة للثقافة العربية 2015.
وللتذكير، بدأ الصحافي الجزائري سعيد خطيبي مشواره بالجزائر من خلال عمله في الصحافة الوطنية قبل أن ينتقل إلى الخارج ليواصل مسيرته، وسبق أن حصل على جائزة الصحافة العربية سنة 2012، كما أصدر عددا من الكتب في مختلف المجالات، أهمها روايته الأولى "كتاب الخطايا" (2013)، و«أعراس النار، قصة الراي" (2010)، وكتاب "عبرت المساء حافيا"؛ حوارات مع أشهر الكتّاب الفرانكفونيين.
فريدة. س