الثقافي
مختصون يطالبون بتوثيق كل ما يتعلق بالأدب الساخر
في ندوة سلطت الضوء على نماذج من كتابات السخرية ضمن أشغال ملتقى الأدب الشعبي
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 30 نوفمبر 2015
قدم المشاركون في اليوم الثاني للطبعة الخامسة للملتقى العربي للأدب الشعبي، بالمكتبة الوطنية بالجزائر، مداخلات اعتمدت على دراسة وتقديم نماذج وتجارب عربية مختلفة في الأدب الساخر، وخصص الباحث اللبناني محمد العريبي مداخلته للشاعر المصري الراحل أحمد فؤاد نجم، حيث سعى لإظهار أساليب السخرية المختلفة التي اعتمدها فؤاد نجم في مساره الشعري الحافل، وتوقف المغربي مراد القادري عند تجربة الشاعر المغربي أحمد لمسيح مستعرضا أوجه السخرية لدى أحد أكبر شعراء الزجل المغربي والتي طالت الحياة السياسية والمدنية، بالإضافة إلى ملامح التجديد في هذا السياق، ووصف المتحدث السخرية بأنها "الملح الذي نحتاجه" مستهجنا "السخرية المجانية والعبثية" وداعيا إلى الاستناد على موقف جمالي وفني ورؤيوي من أجل "إضاءة الأبعاد الوجودية للإنسان".
وكانت مداخلة الجزائري بلقاسم الشايب محاولة في رصد نشأة وتطور "ديوان الصالحين" الذي يمثل نموذجا للقصيدة الشعبية الجزائرية الساخرة، والتي شكل حضورها في الحياة العامة منعكسا في السينما والمسرح، وبرر الشايب عدم تقديمه ورقة حول السخرية في الشعر الشعبي الجزائري بتنوع وغنى المدونة الشعرية الشعبية التي تمس عدة أنواع وجهات من الوطن ما جعله يفضل أن يعالج نوعا شهيرا لدى العامة.
وعاد الأردني فوزي الدغمي إلى جذور الكتابة الساخرة في بلاده، مركزا على الكتابة الصحفية وتطورها، بينما اعتبر المصري طارق أبو النجا أن السخرية "منفذ يلجأ إليه تجنبا للنقد المباشر" بعد أن قدم نماذج شعرية مصرية في الموضوع.
وأشار أبو النجا إلى أن السخرية مثل الكثير من الأغراض الأدبية مطروقة من الشعراء، مؤكدا أنه لا يوجد شاعر أو زجال لم يكتب أو يعرج على السخرية و"هذا بسبب طبيعة الحياة" حسب رأيه.
من جهتها الباحثة الجزائرية عائشة ملكار لاحظت أن السخرية طالت كل المجالات والموضوعات، لكن السخرية الدينية تبقى الأقل تداولا ولو حصل فإنها عادة "لا تكون من الفعل الديني بل من الفاعل".
وقدم الباحث الجزائري بولرباح عثماني مداخلة حول الأبعاد الرمزية وايحاءاتها التعبيرية في النص الشعبي الجزائري معتمدا على نصوص الشاعرين توفيق ومان وعلي عبد اللاوي، حيث شرح الصور الساخرة لدى الشاعرين.
واتفق المحاضرون بأنه يجب توثيق ما يتعلق بالأدب الساخر، حيث تعهد رئيس الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي توفيق ومان بأن اشغال الملتقى ستطبع بالإضافة إلى ديوان جماعي للقصائد الملقاة في الملتقى.
فريدة. س