الثقافي

نجيب سطمبولي يقتفي مسارات رجال الثقافة وصحفيي الجزائر

في كتابه الموسوم بـ "طريقي إلى النجوم"




يقتفى الكاتب والصحفي نجيب سطمبولي في كتابه "طريقي إلى النجوم " الصادر حديثا عن منشورات القصبة مسارات وجوه فنية وصحفية استمدها من حياتهم واعتمدها كمنهج عمل. يكشف نجيب سطمبولي في هذا المؤلف الذي كتب مقدمته الصحافي والكاتب ارزقي مترف سيلا من الذكريات البعيدة التي كان شاهدا عليها من خلال عمله كصحفي بالإضافة إلى قربه من المشهد الثقافي ما مكنه من معرفة ومصادقة مجموعة من الوجوه البارزة.
حمل الكاتب عبر الصفحات الـ 117 من مؤلفه الجديد القارئ إلى عالم الصحافة والأدب محاولا إعادة تشكيل بورتريهات-تكريمية تبرز خصوصياتها الفردية، ويغوص الكاتب في هذه البورتريهات المرسومة بحنكة في بحر الواجهات المختلفة لهؤلاء المثقفين الحاملين لمشروع جزائر متعددة وعصرية على غرار كاتب ياسين والصحافيين سعيد مقبل وعبد الرحمان محمودي والطاهر جاووت والمسرحيين مجوبي وعلولة وفلاق وصونيا وكذا الشعراء جمال عمراني وبن محمد ووالد الكاتب الراحل محبوب سطمبولي.
وأحيى الكاتب هذا الأخير من خلال مساره الفني كرجل مسرح وشاعر وكاتب مؤلف نشيد منها النشيد الشهير "من جبالنا"، واعتمد الكاتب على حسه المرهف وقدراته السردية لإعادة رسم تفاصيل زمن جميل يعج بالمواهب، وبأسلوب راق جمع بين الكتابة الصحفية والأدبية عرج الكاتب على أحداث واقعية مرفقة بنوادر وحكايات تكشف جوانب هامة من حياة هذه الشخصيات، ومن بين النوادر التي ساقها الكاتب "تردد عز الدين مجوبي الذي اغتيل في 1995 على شاطئ البحر عند الغروب وحيدا للتدرب على استرجاع صوته الذي كاد أن يفقده"، أيضا حكاية شاب أراد تسجيل حفل الشيخ العنقاء الذي لا يحبذ الأمر فلجأ إلى تغطية الميكروفون بكاس مما جعل التسجيل مستحيلا". وأبرز الكاتب أيضا الإعجاب الذي يكنه للوسط المهني الذي ترعرع فيه والذي كانت به كوكبة من الأقلام الفذة على غرار بشير رزوق وعبد الكريم جعاد والطاهر جاووت وعبد الرحمان محمودي ويظهر ذلك جاليا عبر صفحات كتابه، واحتفظ سطمبولي بذكريات كثيرة عن رفاق مهنة الصحافة الذين اغتيل بعضهم من طرف الإرهاب تبرز أكثر أخلاقهم العالية ومبادئهم الإنسانية.
ولد نجيب سطمبولي في 1953 ويشتغل في الصحافة منذ أزيد من 40 سنة كتب خلالها في الثقافة ضمن العديد من الجرائد الوطنية، ويعد كتابه "طريقي إلى النجوم " ثاني مؤلف له بعد " الوقع " وهو مجموعة مقالات جمعها الكتاب في 2004.
فريدة. س

من نفس القسم الثقافي