الثقافي

صدور كتاب "التضاد في البحث النقدي والبلاغي عند العرب"

يعدّ لبنةً نقدية في المكتبة النقدية والبلاغية





التضاد مصطلح نقدي بلاغي مستقر في النقد العربي، وقد استعمله البلاغيون والنقّاد وتحت مسميات عديدة منها الطباق، أو المقابلة حتى وصلنا العصر الحديث فأطلت الترجمات بمصطلحات منها التضاد، والثنائيات، والتشاكل، والتقابل، على وفق المنهج النقدي المتبع في الدراسة التي تفور إلى أعماق النص من خلال فكيكه، وإعادة تركيبه، أو إشراك المتلقي في قراءته، فأصبح منتجاً آخر في الإبداع الأدبي.
من هنا يأتي هذا البحث الذي يتبنى دراسة التضاد في البحث النقدي والبلاغي عند العرب، وهي محاولة لاكتناه هذه الظاهرة الكونية التي تعم الحياة وانعكاسها في الأدب والنقد والبلاغة وإزاء تعدد الدراسات البلاغية والبديعية وتنوعها واختلاف رؤاها للتضاد وتعدد الأنواع البديعية التي يدخل التضاد مكوناً بنائياً فيها مع تداخل تلك الأنواع والمصطلحات في البحث النقدي والبلاغي العربي وتسجيل كل ما يمتّ له بصلة مع توضيح التضاد مفهوماً ومصطلحاً وفكّ ارتباطه من المصطلحات الغريبة منه؛ لأن هذا التداخل والارتباط لم يتعرض له بشكل تام وتفصيلي البحث النقدي والبلاغي العربي.
هذا ويرى الباحث بأن دراسته للتضاد نابعة من إيمانه بأهمية الموضوع وذلك من جوانب عديدة:
1- أن التضاد تعددت تعريفاته وأنواعه واصطلاحاته والدرس النقدي والبلاغي بحاجة إلى لمسه وتوحيده والوقوف على ماهية كل نوع ودرجة ارتباطه بالتضاد وتتبع الاختلاف والرؤى المتعددة فيه، وجمع الآراء والاختلافات وصبها في بوتقة لإنجاز حدود المصطلح وجزئياته وأقسامه والوقوف على حيثياته كاملة.
2- التضاد ظاهرة كونية وسمة من سمات الحياة وهذه الظاهرة انعكست في الأدب، وشاعت في الخطاب اللغوي عامّة والأدب خاصة، فدرستها ضرورة علميّة وأدبيّة ونقديّة لمعرفة حدود تكونها داخل النصّ ودرجة وجودها فيه وأثرها في تحقيق المعنى والفكرة المراد إيصالها للمتلقي ومن ثم أثرها في خلق النص ودلالاته..
3- يعدّ التضاد وسيلة تعبيريّة من وسائل الحلق الفني وقصصية جمالية أو تقنية أسلوبية فنية حرص العرب على اضطرادها في أدبهم القديم والجديد..
يمكن القول بأن هذا الكتاب يعدّ منجزاً علمياً كانت المكتبة العربية بحاجة ماسّة إليه؛ فشكّل لُبنةً نقدية في المكتبة النقدية والبلاغية، أضف إلى ذلك النتائج الهامة التي توصّل إليها الباحث.
ق. ث

من نفس القسم الثقافي