الثقافي

بوزيان سعدي يشرح ظاهرة الإسلاموفوبيا وتأثيرها على الجالية المسلمة

في كتاب" ملف الإسلاموفوبيا، عواصف تهب على الإسلام والمسلمين في الغرب "



صدر مؤخرا عن دار الأمل للنشر والتوزيع، كتاب جديد للأستاذ بوزيان سعدي، يحمل عنوان " ملف الإسلاموفوبيا، عواصف تهب على الإسلام والمسلمين في الغرب "، تناول فيه ظاهرة الإسلاموفوبيا التي نمت بقوة في أوروبا.
ذكر الكاتب في مقدمة مؤلفه، أنه حاول من خلال كتابه الاهتمام بأمور المغتربين وذلك في ظلّ جحود الغرب، قائلا إنّ اليمين الأوروبي أنكر إعادة بناء مهاجري المغرب العربي وفي مقدمتهم الجزائريون مما تمّ تخريبه جراء الحرب العالمية الثانية، متّهما إياهم في هذا السياق بالسعي نحو أسلمة أوروبا وتهديد الهوية الوطنية والثقافية للقارة العجوز خاصة أمام النمو الديمغرافي الكبير في وسط المسلمين، كما تناول سعدي في مقدمته أيضا، ممارسات اليمين الأوروبي ضدّ المسلمين، مثل منع بناء المساجد وإنتاج فيلم مسيء للإسلام في ظلّ موجة ما يسمى" إسلاموفوبيا "، لينتقل الكاتب عبر فصول مؤلفه إلى تشريح ظاهرة اللإسلاموفوبيا وتأثيرها على الجالية العربية والمسلمة في الدول الغربية، حيث تطرق في الفصل الأول إلى الذي جاء تحت عنوان " الإسلاموفوبيا واليمين المتطرّف وأسطورة أسلمة أوروبا "، إلى مخاوف التي تسود اليمين المتطرّف من تنامي عدد المسلمين بالدول الغربية وذلك بعد أن تزايد عدد مدارسهم ومساجدهم، وأضاف سعدي أنّ اليمين المتطرّف استخدم فكرة أسلمة أوروبا ووظّفها لتحقيق مآرب سياسية.
 كما تطرق الكاتب في هذا الفصل إلى قضية النقاب والحجاب بفرنسا التي شكلت قضية وطنية مما تسبّب في طرد العشرات من المسلمات من المدارس وهن مواطنات فرنسيات، وقد علل حديثه بالتقرير الذي أصدرته السلطات الفرنسية والذي يؤكّد أنّ حوالي 300 شخصية من أصول أجنبية مسلمة تعرضت للاعتداء في إطار ما يسمى بـ" الإسلاموفوبيا " سنة 2005 بفرنسا.
أما في الفصل الثاني للكتاب والذي جاء تحت عنوان " فيروس التعصّب وداء الإسلاموفوبيا يسودان الساحة الأوروبية "، تحدث فيه الكاتب عن الضغوطات التي أصبح يعيش فيها المغتربون بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، مشيرا في هذا الصدد أن خمسين بالمائة من الأمريكيين يحملون نظرة مريبة إزاء المسلمين، وأنّ 56 بالمائة من الألمان يعادون بناء مساجد في بلدهم، الفصل الثالث للكتاب، يحمل عنوان " هولندا تعيش مسلسل الإسلاموفوبيا وبُعدها الخطير "، وفيه أشار المؤلّف إلى أنّ هولندا كانت النموذج الأمثل في أوروبا فيما يخصّ التعامل مع الجالية الإسلامية التي كانت تتمتّع بكامل الحقوق ولها حضور في كافة الأنشطة الثقافية وتتمتّع أيضا بتمثيل في البلديات والبرلمان، لكن انقلبت الأوضاع بعد تنامي المدّ اليميني المتطرّف بقيادة ثيوفان غوغ المعروف بسخريته من الدين الإسلامي وبيم فورتوني الذي اغتيل سنة 2002.
وأضاف بزيان أنّه بعد رحيل غوغ وفورتوني، انتقل العداء إلى غيرت ويلدرس الذي أخرج فيلما مناهضا للإسلام بعنوان " الفتنة "، كما اتّخذ من الإسلاموفوبيا، عملة تجارية رابحة في البورصة السياسية. أمّا عن رؤية الكاتب الفرنسي فانسان غايسير للإسلاموفوبيا في فرنسا، فقال إنّها وليدة سلوك فرنسا الاستعمارية في الجزائر، في حين برزت ظاهرة كره المسلمين في الولايات المتحدة قبل أحداث 11 سبتمبر 2001، مشيرا إلى أنّ الإسلاموفوبيا هو مرض تحدّ للديمقراطية ومناهض للتعدّد الثقافي والديني.
ف. ع

من نفس القسم الثقافي