الثقافي

سيلا 2015: توافد كبير وآراء متباينة حول البرمجة

رغم غلاء أسعار الكتب




 بالرغم من التوافد الكبير للجمهور على الصالون الدولي للكتاب 2015 والذي يعد مؤشرا هاما لتنامي هذه التظاهرة التي سجلت الطبعة الماضية مليون ونصف مليون زائر، إلا أن أراء الجمهور تظل متباينة بشأن مسألتي التنظيم والبرمجة.
وقد أوضح العديد من الزوار خاصة طلاب الجامعة في مختلف الفروع التقنية وأيضا طلبة الطب والصيدلة الذين اكتظت بهم أروقة الصالون، أنهم يقصدون المعرض بحثا عن "المنشورات العلمية التي رغم توفرها في بعض المكتبات الجامعية إلا أنها قليلة بل نادرة في مكتبات البيع".
واغتنم العديد من طلبة الثانوي العطلة القصيرة التي استفادوا منها بمناسبة الاحتفال بعيد الثورة الذي تزامن مع عطلة الأسبوع، للإقبال جماعيا على الصالون حيث جذبتهم كما صرحوا "العروض الخاصة بدروس اللغات الأجنبية "المقترحة من بعض الأجنحة الأجنبية وكذا الحصول على معلومات بخصوص "الدراسات العليا بالخارج ".
وبالفعل فإن بعض الممثليات الدبلوماسية ضمن المعرض تقترح دروسا ونشاطات جماعية خاصة بتعلم اللّغات الأجنبية كما توفر معلومات بخصوص الدراسات العليا بالخارج. ومع أن هذه الأنشطة ليست لها علاقة كبيرة بالكتاب إلا أنها وجدت ضالتها لدى الكثير من الوافدين على المكان.
وكان الإقبال كالمعتاد كبيرا أيضا هذه السنة على كتب الأطفال والكتب المدرسية حيث يسعى الكثير من الزوار الذين حضروا بكثرة خاصة ربات البيوت إلى تكريس عادات القراءة وحب الكتاب لدى الصغار مع اقتناع اغلبهم حسب ما صرحوا به بان ما يعرض في مجال أدب الشباب ما زال "ضعيفا إضافة إلى ضعف ما يقترح على الأطفال والشباب رغم التواجد الكبير للناشرين
المختصين يتأسف الكثير من الأولياء للحضور "الكبير" للكتب الدينية في الفضاءات الخاصة بالأطفال والتي محتواها في الغالب أكبر من سنهم.
وتحظى الكتب الأدبية التي تعرضها دور النشر المعروفة على عكس الدورة الماضية بإقبال كبير حيث أعرب الزوار عن ارتياحهم لوجود سجل ثري ومتنوع وبأسعار مقبولة.
كما شكل صدور الرواية الجديدة لواسيني لعرج الموسومة " 2084 حكاية العربي الأخير "في الأيام الأولى "لسيلا" مناسبة أخرى لجلب عدد كبير من القراء. ومع أن الكتاب هو أساس إقامة الصالون، إلا أن جمع كبير من العائلات التي تكتظ بها ساحة قصر المعارض المخصصة للألعاب والترفيه والمطاعم لم تخف أنها جاءت إلى الصالون فقط لتمكين أطفالها من الاستمتاع بالأنشطة الترفيهية والألعاب المتوفرة.
وقد استغرب الكثير من رواد هذه التظاهرة المكرسة للكتاب وتشجيع القراءة من سماح المنظمين بإقامة العاب التسلية (manèges) في هذه الدورة معربين عن تخوفهم من أن يؤثر ذلك سلبا على مسعى جلب اهتمام الطفل بالكتاب الذي هو من الأهداف الأولى للصالون.

 إقبال ضعيف على الأنشطة المقامة على هامش المعرض

لم يستقطب البرنامج الخاص باللقاءات الفكرية والمحاضرات المبرمج على هامش نشاط المعرض على غرار الدورات الماضية اهتمام الجمهور العريض باستثناء اليوم الدراسي التاريخي حول مجازر 8 ماي 1945 بالجزائر. وعلى غرار السنوات الماضية تكرر نفس المشكل والسبب في ذلك كما أكده بعض الزوار هو ضعف الاتصال والمعلومات عن الأنشطة المبرمجة حيث كانت الملصقات واللافتات الاشهارية شبه غائبة.
كما عانى أيضا برنامج هذه الدورة من التأخير أو إلغاء بعض الانشطة علاوة عن نقص في السندات السمعية البصرية واضطراب في توزيع نشريه الصالون. وبالرغم من أن اختيار المنظمين ركز هذه السنة على برمجة موجهة أساسا لمهنيي الكتاب بالتعاون مع الناشرين الفرنسيين الذين يعد بلدهم ضيف شرف الدورة إلا أن هذه المبادرة لم تجد الصدى المرجو لدى الناشرين والكتاب الجزائريين.
وستتواصل فعاليات الصالون الـ 20 للكتاب الذي دشن من قبل الوزير الأول عبد المالك سلال يوم الأربعاء الماضي بقصر المعارض بالصنوبر البحري إلى غاية 7 نوفمبر بمشاركة 900 عارضا.
مريم. ع

من نفس القسم الثقافي