الثقافي

مؤرخون: المجازر أداة سياسية للقضاء على الشعوب المستعمرة

ضمن ندوة سلطت الضوء على مجازر 8 ماي



شكلت "مسؤولية" سياسيي فرنسا الاستعمارية في المجازر التي ارتكبت منذ بداية الاحتلال محور النقاشات التي جمعت أمس أول بالجزائر العاصمة مؤرخين جزائريين وفرنسيين وألمانيين، وخلال يوم خصص لتاريخ وذكرى مجزرة 8 ماي 1945 نظم في إطار الطبعة الـ 20 لصالون الجزائر الدولي للكتاب تطرق جامعيون إلى الإيديولوجية الاستعمارية لإبادة السكان المحليين.
وفي هذا الإطار أشار الجامعي محمد عباس إلى أنه تم قتل ما لا يقل عن" 800.000  طفل" في فترة لا تتجاوز أربع سنوات خلال مجازر الجيش الاستعماري لاستبدال السكان المحليين بالمعمرين.
ومن جهته عرض المؤرخ الفرنسي ألان روسيو إيديولوجية الإبادة هذه التي تعتبر "كعامل مشترك" لكامل السلطة الاستعمارية الفرنسية حيث كان التعذيب والقصف بقنابل النابالم والإعدام بدون محاكمة والإعدام بالمقصلة ممارسات شائعة أيدتها حكومات تلك الفترة منذ بداية القرن 19.
وفضلا عن حالة الجزائر يصف المؤرخ الألماني هيرموت السينهانس العنف الاستعماري "كأداة لحفظ العلاقات الهيكلية" في نظام سياسي يفرضه المستعمر الذي يرفض للسكان المحليين "حق المشاركة" في الحياة السياسية في إطار منطق "القضاء على النخب".
وفي تطرقها إلى نفس الإيديولوجية حاولت المؤرخة الفرنسية كلير موسكوبو في محادثاتها مع عدة جنود فهم أسباب مجازر الجيش الاستعماري.
وتقول المؤرخة أنه ينبغي اليوم تحديد اسباب كافة المجازر التي ارتكبت منذ محرقة الظهرة سنة 1845 في "كتابة التاريخ" مشيرة إلى أن الأرشيف العسكري الفرنسي يبقى "مصدرا هاما للمعلومات" الخاصة بتلك الفترة.
مريم. ع

من نفس القسم الثقافي