الثقافي

مختصون: بروز السينما البوليسية محكوم بظهور روايات في المجال

ضمن ندوات "اللقاء الأورو مغاربي السابع للكتاب"

 

فسر عدد من الكتاب والنقاد الأدبين غياب سينما بوليسية بقلة الكتاب الذين قدموا روايات في هذا المجال وذلك خلال ندوة حول الأدب البوليسي ضمن فعاليات الصالون الدولي للكتاب، وتأتي هذه الندوة في إطار اللقاء الأورو مغاربي السابع للكتاب المفتح الجمعة والذي تنظمه بعثة الاتحاد الأوربي في الجزائر كل سنة والتي اختارت موضوع الرواية البوليسية موضوع هذه الدورة.
وحسب الكاتب حسين مزالي فإن "الكتابة البوليسية في الأدب الجزائري لم تكن محل اهتمام الكتاب في الجزائر بعد الاستقلال" وأن "الجزائر لم تكن مستعدة لهذا النوع الأدبي والسينمائي المنتشر في الدول الرأسمالية" نظرا لتوجهاتها الايديولوجية.
من جهته اعتبر الكاتب عبد الرزاق بوكبة أن "الحياة الجزائرية وعلاقتها بالأدب لم تتطور لتكرس هذا النوع" مضيفا أن "الكتابة البوليسية لا يمكنها أن تنتعش في بلدان تقيد حرية التعبير والديمقراطية". وفي ذات السياق ركز بوكبة على أن انجاز عمل بوليسي يتطلب الوصول إلى "ثقافة قانونية" وإلى مفاتيح قضايا كبرى في أروقة المحكمة وهو ما اعتبره أمرا صعبا بالنسبة للكاتب ويتطلب عملية دراسية وتوثيقية.
وفي مداخلته توقف الناقد والكاتب أرزقي مترف عند "الخشية" التي يعرفها الكاتب الجزائري في التطرق إلى "القضايا السياسية والبوليسية" التي ترافق تطور المجتمع قصد استغلالها في الأعمال السينمائية والأدبية مشيرا إلى أن إمكانيات العمل المسرحي أيضا تبقى متواضعة، وأشار المتدخل نفسه إلى أن غياب كتاب إخراج في الجزائر يعيق بروز أعمال سينمائية في هذا المجال.
ويتفق ملاحظون ومهتمون بعالم الأدب أن الجزائريين يطالعون الأدب البوليسي المترجم من لغات أجنبية، حيث تعرف أعمال أبرز كتاب هذا النوع في العالم رواجا كبيرا خلال مواعيد الكتاب المختلفة.
وكان أعضاء من صندوق دعم وتطوير فنون وتقنيات صناعة السينما قد لاحظوا في لقاءات سابقة غياب سيناريوهات بوليسية في الأعمال التي تقدم لهم، وشجعوا السينمائيين على التوجه نحو هذا النوع على غرار الأنواع الأخرى كالكوميديا والدراما.
وكانت الساحة الأدبية الجزائرية قد عرفت صدور روايتين صنفتا كبوليسيتين في العام الماضي، "نواقيس القيامة" لمحمد جعفر و"نبضات آخر الليل" لنسيمة بولوفة.
ولم تحظ الأعمال السينمائية والتلفزيونية التي حاولت في العالم البوليسي بالنجاح على غرار فيلم "Made in" ومسلسل "موعد مع القدر" لجعفر قاسم، وتشكل تجربة المخرج أمين قيس استثناء في السينما الجزائرية وهو الذي قدم عملين بوليسيين اشترك فيهما عدد من التقنيين الأمريكيين هما "شوارع الجزائر" و"قضية رجال".
مريم. ع

 

من نفس القسم الثقافي