الثقافي

إلياس سالم يسافر بـ"الوهراني" لمهرجان "توين سيتيز" في أمريكا

ستقام فعالياته نوفمبر القادم




يعرض الفيلم الروائي الطويل "الوهراني" للمخرج الجزائري الياس سالم في الدورة الـ10 لمهرجان الفيلم العربي "توين سيتيز" لمينيسوتا التي تعقد فعالياتها من 5 إلى 8 نوفمبر المقبل بمشاركة أفلام من حوالي 10 بلدان عربية حسب الموقع الإلكتروني للمهرجان.
تدور حكاية الفيلم حول جعفر، النجار الوهراني، الذي سيجد نفسه مضطراً للانضمام إلى صفوف حركة التحرير الجزائرية في أواخر خمسينات القرن الماضي ليصبح أحد كبار قادتها العسكريين، تاركاً أهله وزوجته خلفه، وعلى امتداد ساعتين، هما مدة الفيلم، نتابع التحوّلات التي ستعرفها حياة جعفر، وكذا حياة صديقيه الحميمين حميد وفريد، خلال نحو ثلاثين سنة (من سنة 1957 إلى سنة 1986)، لا يعتمد المخرج سرداً خطياً في فيلمه، بل يقوم بعملية ذهاب وإياب بين فترات متباعدة زمنياً، يعيد من خلالها ترتيب الزمن كي يطرح أسئلة تتجاوز الحياة الشخصية للوهراني ورفاقه لتشمل السياسة في الماضي والراهن؛ وخاصة منها صعوبة الانتقال من الثورة على المستعمر المحتل، إلى بناء الدولة المستقلة، وما يتضمنه هذا البناء من إغراءات تهدد بتحوّل قدامى الثوار إلى موظفين بيروقراطيين مرتشين يستغلون الدولة لمصلحتهم الخاصة ويستولون على ثرواتها لحسابهم الخاص.
بموازاة ذلك، يخلق المخرج خطاً سردياً آخر، يذهب بنا في اتجاه الرمز: لقد اغتصبت ياسمين، عروس جعفر، من قبل ابن المعمّر الفرنسي الذي قتله هو بالذات دفاعاً عن صديقه حميد؛ وماتت وهي تتنجب ابنا أشقر لا علاقة لملامحه ولا للون بشرته بـ «الوهراني» الذي لن يعلم بالأمر إلا بعد خمس سنوات، أي عند حصول البلاد على استقلالها، لكن بماذا ستفيده المعرفة في هذه الحالة: معرفة أن الابن (المستقبل) ليس من صلبه.
وفاز "الوهراني" في 2014 بعدد من الجوائز الدولية على غرار الجائزة الكبرى للجنة التحكيم في المهرجان الـ14 للفيلم المتوسطي ببروكسل (بلجيكا) كما تحصل الممثل الرئيسي فيه خالد بن عيسى على جائزة أفضل ممثل في الطبعة 25 لأيام قرطاج السينمائية (تونس)، وكان الياس سالم قد عرض عمله "الوهراني" بالإضافة لفيلمه القصير"كوزين" (بنات العم) شهر مارس الماضي بالولايات المتحدة بمدينة لويس تاون بولاية ماين (أقصى شمال شرق الولايات المتحدة)، وبرزت موهبة الياس سالم –وهو أيضا ممثل وكاتب سيناريو- في السينما والمسرح والتلفزيون بفرنسا وقد أخرج الأفلام القصيرة "لازا" في 1999 و"جان فارس" في 2001 (الفائز بجائزة أحسن فيلم قصير في الدورة الـ12 لمهرجان السينما الإفريقية بميلان الإيطالية) وأيضا "مسخرة" (2008) عمله الطويل الأول.
كما مثل الياس سالم -خريج مدرسة المسرح الوطني لـ"شايو" والمعهد الموسيقي العالي للفن الدرامي بباريس- في بعض الأعمال المسرحية على غرار أدائه لدور "جلول" في مسرحية "الأجواد" لعبد القادر علولة في 2008، ومن الأفلام المزمع عرضها في هذه التظاهرة السينمائية الوثائقي السوداني الطويل "ضربات أنطونوف" لحجوج كوكا والأعمال الروائية الطويلة "بتوقيت القاهرة" للمصري أمير رمسيس و"عيون الحرامية" للفلسطينية نجوى نجار و"إطار منتصف الليل" للمغربية العراقية تالة حديد، وينظم هذه التظاهرة السينمائية مؤسسة "ميزنا" -التي تأسست في 1998- وهي جمعية ثقافية عربية-أمريكية غير ربحية تهدف لـ"ترقية التعابير الثقافية للأمريكيين العرب وإبراز التنوع الذي يميز التواجد العربي بمنطقة +توين سيتيز+ (مينيابولس-سانت باول) بمينيسوتا شمال الولايات المتحدة". تأسس مهرجان الفيلم العربي "توين سيتيز" لمينيسوتا في 2003 حيث يعرض سنويا عشرات الأفلام الروائية والوثائقية الطويلة منها والقصيرة من العالم العربي وبلدان الشتات.
مريم. ع

من نفس القسم الثقافي