الثقافي

حمينا يغازل الأوسكار من جديد وآمال العرب معلقة على فيلم "غروب الظلال"

بعد أن فوتت مصر عن نفسها فرصة المشاركة في دورة هذا العام





يتهيأ المخرج الجزائري لخضر حمينا للترشح مرة جديدة لجائزة الأوسكار بفيلمه الموسوم بـ"غروب الظلال"، ويعد العمل الفيلم السينمائي الوحيد من بلدان العربية المشارك في المسابقة بعد تعذر مشاركة مصر في التظاهرة.
ويعلّق الكثير من النقاد أملاً كبيراً في حصول هذا العام على هذا التكريم المهم مرة أخرى. ويبدو أن الثيمة الرئيسية للعمل الجديد لم تبتعد مطلقاً عن فيلم حامينا الشهير " وقائع سنين الجمر" الذي نال شهرة عالمية، وعاد المخرج إلى تقديم قصة من الثورة التحريرية، من خلال بطل ثائر يُدعى خالد يدافع عن بلاده ويرمز ضمنياً إلى الثوار، ويقف في مواجهة ضابط في الجيش الفرنسي رمز به إلى المستعمر، في حين تمثل الشخصية الثالثة المقحمة في الأحداث الشعب المغلوب على أمره، من خلال شخصية حيادية هي " لامبير"، تقف على الحياد في الصراع بين الخير والشر، كما يستعرض الفيلم لقطات خلابة للجزائر، ويدين التجارب النووية الفرنسية التي دمرت تلك الطبيعة الساحرة.
ومع أن فكرة الفيلم عميقة من الناحية الفنية ونفذت بحرفية عالية تؤهلها لأن تكون أفضل ممثل للجزائر في الجائزة، إلا أن هناك مجالات أخرى كانت تستحق من المخرج أن يسلط الضوء عليها، تفاديا لتكرار نفسه في ثيمة واحدة أمام لجنة التقييم، فالمجتمع الجزائري يملك من التنوع الثقافي والتراثي ما يجعله كنزا للراغبين في اقتباس قصص عظيمة يمكنها أن تذهل عشاق السينما حول العالم.
وأوضح المخرج الجزائري محمد لخضر حامينا أن فيلم "غروب الظلال" دعوة إنسانية للتسامح كي تعيش الأجيال بلا أحقاد الماضي، وأضاف أن رحلة الشخصيات الثلاث في الصحراء طهرت إنسانيتهم من أفكار ومعتقدات سابقة ولدت الكراهية والحرب.
وقد رُفض ترشيح الفيلم في مهرجاني "كان" و"البندقية"، بينما قبل مهرجان البندقية عرض فيلم عن الثورة الجزائرية للمخرج الفرنسي دافيد أويلهوفن بعنوان "بعيدا عن الرجال"، وهو مقتبس عن قصة ألبير كامو "الضيف".
من جانبه، قال المخرج أحمد راشدي أن رسالة الفيلم تكشف أن الحوار يصبح ممكنا بين المختلفين إذا تخلى الإنسان عن الأفكار المسبقة، مشيدا بعمل حامينا وطريقة تصويره للصحراء، قائلا "لا أحد صوّر الصحراء كما صورها حامينا بهذه الروعة". وقالت المخرجة أمينة شويخ أن الفيلم "إنساني رفيع"، داعية الجزائريين والفرنسيين إلى ضرورة مشاهدة مثل هذا الفيلم لإزالة أحقاد التاريخ بين الشعبين، معتبرة أن "غروب الظلال" ركّز على الجانب الإنساني أثناء ثورة التحرير.
وكانت مصر أيضاً قد تقدمت بفيلم " بتوقيت القاهرة " ليكون من ضمن الأفلام المرشحة لجائزة أفضل فيلم أجنبي، لكن هذا الترشيح رُفض، بسبب التأخر في تقديم الشريط، إلى جانب هفوات لوجستية أخرى، أدت إلى خروج مصر من قائمة الأفلام التي قد تدخل المسابقة.

مريم. ع

من نفس القسم الثقافي