الثقافي
"أسلحة الحرية" يسلط الضوء على شهادات حول حرب التحرير
في إصدار جديد للمجاهد السي منصور
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 18 أكتوبر 2015
يقدم المجاهد محمد بوداود، المدعو السي منصور، في كتاب جديد بعنوان "أسلحة الحرية" صدر عن دار "رافار" مساهمته الثمينة في كتابة تاريخ ثورة التحرير الوطني، عارضا تفاصيل جديدة حول مسألة تزويد المجاهدين بالأسلحة، ويتضمن هذا الإصدار الجديد، مذكرات وشهادات المجاهد محمد بوداود، محررة بقلم الصحفيين مصطفى آيت موهوب وزبير خلايفية اللذين قدما خلاصة لالتزام المجاهد كضابط في صفوف جيش التحرير الوطني، ويتناول الكتاب الذي يقع في 200 صفحة ويقدر ثمنه بـ700 دج "أزمة صيف 1962"، حيث تم التطرق إلى لقاء بوداود أعقبه خلاف مع من كان سيصبح أول رئيس للجزائر المستقلة أحمد بن بلة، كما يتحدث عن أول مقابلة له مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بعد الاستقلال بالرباط وليس بطرابلس كما ورد في الكتاب - تصحيح المؤلفان-.
ولدى كتابة مذكراته، يطلع "سي منصور" قرّاءه على أن مصيره الثوري حفزته عائلة ثورية، كانت المقاهي الجزائرية بالنسبة لها مركزا للنضال من أجل الاستقلال كما أشار إليه المؤرخ دحو جربال، في عرضه للكتاب، ويقدم المجاهد، الذي كلّف بتنسيق الخلايا السرية لجبهة التحرير الوطني بالمغرب، لشراء ونقل الأسلحة مساهمته في كتابة تاريخ حرب التحرير الوطني من خلال نشاطاته على رأس مديرية العتاد بالغرب، وكانت هذه الهيئة تضم مجموع 300 عضو" تم عرض القائمة الدقيقة لأسمائهم في ملحق الكتاب"، وتطرق ثلاثة منهم وهم السادة بونزو وحمدان أحمد وسعيد رمضاني إلى مهامهم ضمن هذا الفرع، مضيفين إثراء على المعطيات المقدمة من قبل السي منصور.
وتجذّر الحس الوطني لسي منصور من مسقط رأسه بتورقة (تيزي وزو) خاصة بعد لقائه الأول بحزب الشعب الجزائري سنة 1943، ومنذ 1946 وفي سن 19 سنة، قرر بعث نشاطه النضالي بذهابه إلى العاصمة. وبعد انضمامه إلى المنظمة السرية، كلف من قبل حسين آيت أحمد، بعملية أولى تتمثل في التحضير لفرقة كومندوس لتحرير أحد أعضائها بناي وعلي خلال تحويله من سجن برج منايل نحو الجزائر، وعلى مر فصول الكتاب يروي السي منصور، الصعوبات الكثيرة التي واجهها لاقتناء الأسلحة ونقلها من المغرب إلى الجزائر لصالح جنود جيش التحرير الوطني، مبرزا خطورة مسار نقلها بالنسبة لمن كلّفوا بهذه المهمة.
أما في الفصل المخصص لورشات أسلحة الحربية، تسرد الشهادة تاريخ إنشاء أول مسبكة سنة 1956 صنعت أول نموذج لما سمي "القنبلة اليدوية الإنجليزية"، ثم صنعت بطلب من عبد الحفيظ بوصوف "القنبلة اليدوية الأمريكية"، وفضلا عن الروايات العديدة ـ في هذا الشأن ـ.
هذا ويتضمن المؤلف نسخا عن وثائق أصلية من بينها تقارير وأوامر بمهام وبرقية تهنئة وجهت للمعني من قبل وزير العلاقات العامة والاتصال عبد الحفيظ بوصوف، عقب إحدى مهامه التي توجت بالنجاح، وفي شهاداته يروي المجاهد بعض الأحداث على غرار الغياب المحير لعبان رمضان، في الاجتماع التاريخي للمجلس الوطني للثورة الجزائرية في القاهرة بداية 1958.
مريم. ع