الثقافي

الدكتور عبد الرزاق بلعقروز يثير قضايا تتعلق بالفلسفة الحديثة

في عمله الموسوم بـ"مدخل إلى الفلسفة العامة"




صدر عن منشورا الاختلاف بالجزائر وعن منشورات ضفاف ببيروت، كتاب جديد للباحث عبد الرزاق بلعقروز يحمل عنوان " مدخل إلى الفلسفة العامة "، يتناول مفاهيم وقضايا عامة مرتبطة بعلم الفلسفة.
قال الباحث في مقدمة كتابه إنه حاول من خلال هذا الكتاب تقديم تحليل لبعض المفاهيم والقضايا الفلسفية التي تستوجب الاهتمام بها، وانه غير مخصوص بطالب الفلسفة، إنما هو مفتوح على جميع الذين يريدون تكوين رصيد من المعرفة حول الفلسفة بمنهجية علمية وبمادة معرفية صحيحة، حيث كتب " هناك أمور تستوجب الإشارة لها قبل الولوج إلى قضايا الكتاب، والاندماج الفكري والروحي للمشكلات التي تعرّض لها بالتحليل والتشخيص أو بالمساءلة والتأويل، أن المداخل الكبرى للفلسفة العامة في مجمل الإنتاجية الفكرية المتداولة قد عمدت إلى ترسيخ مداخل معهودة تكتفي بالمباحث التي ألفها طلبة الفلسفة في دراستهم دون أن تتجرّأ على إضافة مستجدات المعرفة الفلسفية في حقولها المعاصرة، مسوّغة هذا بعنوان الانضباط مع البرامج المقررة، وحدود الطاقة الاستيعابية للمتلقي، وهذا ليس على التحقيق سوى ترسّخا لنمط من الفكر الفلسفي لا ينهض الهمم ولا يقوّي الإرادة أو يأخذ بها نحو مسالك السّؤال والمجاوزة ".
الكتاب يتحدث عن المناحي التي أغفلها الذين يكتبون في دوائر المعرفة الفلسفية بخاصة ما اتصل منها بالبرنامج المقرّرة لمقاييس شعبة الفلسفة، وللنهوض بهذا العلم يرى الباحث انه من الواجب الإسهام في تطوير مضامين الدرس الفلسفي التربوي وتزويده بالمادة العلمية، مؤكدا أنه جمع في هذا الكتاب ما رآه واصلا بين العناصر الكبرى التي يحتاج إليها طلبة الفلسفة في مقياس مدخل إلى الفلسفة العامة، وبين المناحي الإضافية التي تزوّدهم بمستجدّات المعرفة الفلسفية، فضلا عن التعليقات النّقدية والإبانة عن مناحي المخصوصية والفرادة التي يختص بها الفكر الفلسفي الإسلامي المعاصر، ومبرّر هذا أن الحاجة اليوم إلى معرفة الذات بالمعنى المعرفي حتّمتها الانفجارات الفكرية المعاصرة والعلوم الإنسانية بخاصة التاريخية منها، لأن مقولة الفلسفة الكونية والعقل الكلي التي جرى ترويجها وترسيخها تشهد في عالم الفكر اليوم تراجعا وتفتّتا بفعل المنعطفات المعرفية الكبرى التي عملت على هدم وتقويض وهم المركزية الإنسانية وتخصيص الثقافة الغربية بالتّفلسف، وبالمقابل يشير الباحث أن إشاعة ثقافة التعايش الفلسفي واكتشاف أنماط الفكر الفلسفي الشرقي لا تقل عقلانية عن نظائرها المبثوثة في المعرفة الفلسفية الغربية، وأكثر من هذا أنها تتوافر على نداوة الروح وعبق الوجد والمعايشات الإيمانية الأخلاقية التي تبحث عنها اليوم تلك النفوس المتعطّشة لمعرفة المسوغات الوجودية والأسئلة الكلية والنهائية، كما يتوازن الكيان البشري ويخرج من متاهة اللاّ معنى نحو المقاصد الحقيقة للوجود الإنساني وهي التوحيد والتزكية والعمران.
جاء الكتاب في جزئيين الأول منه يتعرض فيه الكاتب للفلسفة من حيث المفاهيم والدلالات التي حملها المصطلح في تحولاته المعرفية ومساكنه الثقافية، ثم الخوض في مباحثها الكبرى وتقدُمهم في هذه المباحث نظرية المعرفة بمفاهيمها المتعددة وبإشكالاتها الخالدة من أصل العلم الإنساني وإمكانية أم احتمالية المعرفة إلى طبيعة المعرفة وقيمتها، وهذا وفق التأويلات التي نستخرجها من المدارس الفلسفية بما هي تجليات لاستعمالات العقل واشتغاله، أما الجزء الثاني جاء محملا بقضايا كبرى في تاريخ المشكلات الفلسفية ترأسهم في ذلك مشكلة الانطولوجيا ونظرية القيم.
فريدة. س

من نفس القسم الثقافي