الثقافي

تكريم السينما الجزائرية في الدورة الأولى للمهرجان الدولي للفيلم العربي بقابس التونسية

من خلال عرض "مسخرة"، "عطور الجزائر"، "رشيدة" و"القلعة"



تكرم السينما الجزائرية في الدورة الأولى للمهرجان الدولي للفيلم العربي بقابس (تونس) التي تعقد فعالياتها من 14 إلى 18 أكتوبر الجاري بمشاركة أفلام روائية ووثائقية بين طويلة وقصيرة من 12 بلدا عربيا، وفقا لما أوردته الصحافة التونسية.
وستعرض بالمناسبة مجموعة من الأفلام الجديدة والقديمة على غرار "معركة الجزائر" لجيلو بونتيكورفو و"مسخرة" لإلياس سالم و"عطور الجزائر" لرشيد بلحاج و"جبل باية" لعز الدين مدور وأيضا "رشيدة" ليمنية بشير شويخ بالإضافة لـ"القلعة" لمحمد شويخ.

فيلم مسخرة

يروي المخرج الجزائري إلياس سالم قصة منير الذي يعيش في قرية تقع في قلب جبال أوراس الجزائرية مع عائلته وأخته ريم، المصابة بمرض النوم المفرط، منير مهووس بفكرة البحث عن خطيب لأخته، لكنه لا يقبل بفكرة زواجها من أحد أقرب أصدقائه لأنه لا يعتبره أهلاً لها. وفي ليلة من الليالي يعود منير من المدينة ثملاً، ويُعلن على الملأ أنه عثر على الرجل المناسب كخطيب لريم، وتبدأ التحضيرات لعرس دون عريس.

فيلم عطور الجزائر

يصور الفيلم الطويل "عطور الجزائر" قصة امرأة جزائرية تدعى "كريمة"، تعيش بفرنسا لمدة طويلة وتمتهن التصوير، والتي اضطرت للعودة إلى بلدها الام بسبب معاناة والدها المريض الذي ثار ضدها لمدة 20 سنة ماضية بسبب هجرتها بحثا عن الحرية والديمقراطية، مستعيدة بذلك علاقتها مع والدها، ومع تاريخها وحضارتها، وبعد عودتها إلى الجزائر وخلال اقامتها، تتواجه كريمة مع ماضيها الذي لا يمكنها الفرار منه، حيث يعرض الفيلم استعادة كريمة لذاكرتها تدريجيا لإعادة الاتصال مع عائلتها والتصالح مع تاريخها.

فيلم جبل باية

تدور أحداث الفيلم حول الشرف والثأر الذي كان يميز عادات وتقاليد أبناء هذه المنطقة، ''باية'' التي قتل زوجها من طرف ابن أحد الحكام الموالين للاستعمار الفرنسي قصد التزوج بها بعد أن أحبّها، تتسلم دية من والد القاتل، ويحاول أبناء قريتها الاستيلاء على قيمة تلك الدية، قصد إعادة بناء قريتهم التي دمرها المستعمر، بالإضافة إلى إنعاش الزراعة وتربية المواشي التي كانت مصدر العيش الوحيد لأبناء تلك المنطقة بعد أن هربوا إلى الجبال من ظلم الحكام الموالين للاستعمار.
بالإضافة إلى إصرارهم على تزويجها لقاتل زوجها قصد كسب رضى الحاكم، ''باية'' ترفض رفضا قاطعا تلك الفكرة، وتؤكد دائما أن تلك الدية ستكون نفسها دية قاتل زوجها بعد أن يثأر ابنها الوحيد لدم والده المهدور، وذلك ما حصل بعد أن صار ابن باية شابا واستطاع بأمر من والدته أن يثأر لدم أبيه، وقتل ابن الباي في ليلة زواجه، لتكون نفس الدية التي تلقتها ''باية'' في زوجها، هي دية المقتول لوالده• استطاع عز الدين مدور في فيلمه وبطريقة مذهلة تصوير الجانب الإنساني الذي كانت تعيشه منطقة القبائل، والتكافل الاجتماعي بين أبناء القرية الواحدة، من خلال مناظر ''التويزة'' في الحقول أو بناء المنازل.

فيلم رشيدة

يروي الفيلم الذي أنتج العام 2002 قصة معلمة ابتدائية "رشيدة" تعيش برفقة والدتها الممثلة "بهية راشدي" في حي شعبي بالعاصمة الجزائرية، ويتتبع الفيلم حالة القلق والخوف التي سادت الحي جراء التفجيرات والاعتداءات التي قادتها جماعة من الأصوليين، حيث يلاحقون رشيدة طالبين منها حمل قنبلة ووضعها في المدرسة غير أنها ترفض ذلك لتلقي بها جانبا وقبل أن تخطو عدة خطوات تسقط أرضا مضرجة بدمائها بسبب إطلاق النار عليها من قبل هؤلاء الإرهابيين.
وعلى مدى ساعة وأربعين دقيقة يوثق الفيلم لحالة الرعب التي دبّت في البلاد في مختلف أنحاء المدن والقرى، لتغتال أحلام الشباب في العيش بأمان حيث أغلقت المدارس واختطفت فتيات وتم اغتصابهن، وعودة إلى رشيدة فالقدر شاء أن تعيش لتنجو بعد إسعافها إلى المستشفى لتبدأ بعدها رحلة المعاناة حيث تنتقل مع والدتها للعيش في قرية صغيرة بعيدة عن العاصمة تظن أنها ستكفل لها العيش بأمان، غير أن القرية لا تلبث أن يصلها أحد المسلحين الذي لا ينفك عن إطلاق النار وإرهاب أهلها.
وسيتنافس من جهة أخرى الفيلم الوثائقي الجزائري "عزيب زعموم, تاريخ أراض" لفاطمة الزهراء زعموم ضمن منافسة الأفلام الطويلة للمهرجان إلى جانب 9 أعمال أخرى بينها "البحر من ورائكم" (المغرب) و"سلم إلى دمشق" (سوريا) و"بستاردو" (تونس) و"ديكور" (مصر).
ويطرح الفيلم -وهو من إنتاج 2014 ومدته 72 دقيقة- إشكالية استيلاء المستعمر الفرنسي على الأراضي الجزائرية من خلال حكاية عائلة زعموم حيث تستخدم المخرجة الأرشيف والمشاهد التمثيلية وتدخلات المختصين وسكان المنطقة لتطرح تأثير هذا الاستحواذ على الأجيال اللاحقة على الصعيدين الإنساني والهوياتي.
وبرمج المنظمون ضمن المهرجان قسما آخر للأفلام القصيرة وقسما لكلاسيكيات السينما العربية كما أدرجوا أيضا ندوة فكرية دولية حول العلاقة بين الأفلام الوثائقية والروائية في ضوء التحولات السياسية في العالم العربي بمشاركة سينمائيين من تونس والجزائر وسوريا ومصر وبلدان أخرى.
ويهدف مهرجان قابس الدولي للفيلم العربي -الذي تنظمه جمعية "جسور" الثقافية الناشطة بالمنطقة- إلى "بعث تظاهرة سينمائية كبيرة بقابس والعمل على ترسيخ مفهوم اللامركزية الثقافية وكذا تفعيل البعد الثقافي ضمن المقاربات التنموية الشاملة... "وفقا للقائمين عليه.
مريم. ع

من نفس القسم الثقافي