الثقافي

"نوبل للآداب" تختار سفيتلانا أليكسيفيتش للتتويج بدورة 2015

اسمها كان يطرح بقوة في ترشيحات الجائزة منذ سنوات عدّة



فازت الروائية والصحفية البيلاروسية سفيتلانا ألكسيفيتش بجائزة نوبل للآداب نظير "كتاباتها متعددة الأصوات التي تمثل معلما للمعاناة والشجاعة في زماننا" حسبما أعلنته الاكاديمية السويدية للعلوم، وتنافست الروائية البيلاروسية صاحبة الـ 67 عاما مع عدد من الروائيين أبرزهم الياباني هاروكي موراكامي والكيني نكوكي وا ثيونقو والنرويجي يون فوسي والأمريكيين جويس كارول أواتس وآخرين.
لم تخب توقّعات نوبل للآداب في دورتها هذه السنة، إذ لم يخرج الاسم الذي أعلنته رئيسة الأكاديمية السويدية، سارا دانيوس، عن قائمة المراهنات التي شغلت الأوساط الأدبية مؤخّراً، معلنةً تتويج كاتبة ظلّ اسمها يُطرح للفوز بالجائزة منذ سنوات وقالت دانيوس أن اختيار أليكسيفيتش جاء بالنظر إلى "كتاباتها متعدّدة الأصوات، والتي تُعتبر معْلماً للمعاناة والشجاعة في عصرنا".
وُلدت أليكسيفيتش في أوكرانيا لأبوين يعملان في التعليم، عاشت في بيلاروسيا لفترة، حيث درست وأنجزت أبحاثاً عن الصحافة، ثم استقّرت في برلين لسنواتٍ عدّة، قبل أن تعود إلى مينسك عاصمة بيلاروسيا، وتبدأ في إصدار كتبها.
منذ صدور روايتها الأولى "الحرب ليس لها وجه امرأة" (1985)، التي تناولت موضوع الحرب العالمية الثانية ودور الاتحاد السوفيتي سابقاً فيها، أصبح كلّ كتاب تصدره بمثابة حدث مهم. تضم الرواية مونولوغات لسيّدات شاركن في القتال ضدّ ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية؛ إذ تحدّثن عن أحداثها التي لم يتطرّق إليها أحد من قبل، أثار العمل ضجّة كبيرة وبيعت منه مليونا نسخة محتلاًّ قائمة الكتب الأكثر انتشاراً، وبسببه، طاولت الكاتبة اتّهامات كثيرة من دوائر السلطة، منها "معاداة الروح الوطنية"، غير أنها لقيت دعماً من غورباتشوف، رئيس الاتحاد السوفييتي آنذاك.
تناولت كتاباتها الحرب العالمية الثانية والحرب السوفييتية في أفغانستان وكارثة تشرنوبل النووية وحالات الانتحار التي نجمت عن انهيار الاتحاد السوفييتي، وظلّت ثيمة الحرب ملازمة لكتاباتها.
وفي روايتها التالية "آخر الشهود"، وصفت ذكريات خاصة بالأطفال الذين عاشوا الحرب العالمية الثانية. وفي عام 1993، نشرت كتاباً بعنوان "مأخوذ بالموت"، تناول قصصاً حقيقية حول محاولات انتحار بسبب انهيار الاتحاد السوفييتي.
أمّا "نهاية الإنسان الأحمر" فكان بمثابة خاتمة لسلسلتها التي أسمتها "موسوعة الحقبة السوفييتية"، واشتغلت فيها على تثبيت آثار سبعة عقود من تاريخ الإمبراطورية الروسية (1917 - 1991). حاز العمل جائزة "ميديسيز للدراسات" في فرنسا عام 2013، واختارته مجلة "لير" كأفضل كتاب في تلك السنة، إلى جانب الرواية، كتبت أليكسيفيتش ثلاث مسرحيات، إضافةً إلى سيناريوهات لواحد وعشرين فيلماً وثائقياً، كما تمّ توزيع ونشر رواياتها في 19 بلداً.
تشمل مؤلفات ألكسيفيتش سلسلة كتب بعنوان "أصوات المدينة الفاضلة" عن حياة أشخاص في الاتحاد السوفياتي السابق إلى جانب أعمال عن تداعيات كارثة تشرنوبيل النووية عام 1986 والحرب الروسية في أفغانستان.
وفي تصريح إلى التلفزيون الرسمي بعد إعلان الجائزة، أكّدت أليكسيفتيش أن الجائزة ستمكّنها من التفرّغ لمشروعي كتابة جديدين، مشيرةً إلى أنّها تستغرق نحو خمس إلى عشر سنوات لإنجاز كتابها، مضيفةً: "بالنسبة إلى النقود، سأشتري شيئاً واحداً وهو الحرية".
يشار إلى أن قيمة الجائزة تصل إلى ثمانية ملايين كرونة سويدية (972 ألف دولار). و"جائزة نوبل في الآداب" هي رابع جوائز "نوبل" التي تعلن هذا العام. وقد مُنِحَت أوّل مرّة عام 1901 تكريماً للإنجازات في مجالات العلوم والآداب والسلام وفقاً لوصيّة ألفريد نوبل مخترع الديناميت.

مريم. ع/ الوكالات

كرونولوجيا المتوجين بالجائزة في السنوات الـ 15 الماضية
2015 - سفيتلانا اليكسييفيتش (بيلاروسيا)
 2014 - باتريك موديانو (فرنسا)
 2013 - اليس مونرو (كندا)
 - 2012 مو يان (الصين)
 - 2011توماس ترانسترومر (السويد)
 - 2010 ماريو فارغاس يوسا (البيرو)
 - 2009هيرتا مولر (ألمانيا)
 - 2008جان ماري غوستاف لو كليزيو (فرنسا)
 - 2007 دوريس ليسينغ (بريطانيا)
 - 2006 اورهان باموك (تركيا)
 - 2005هارولد بنتر (بريطانيا)
 - 2004الفريدي يلينيك (النمسا)
 - 2003جون ماكسويل كوتزي (جنوب إفريقيا)
 - 2002 ايمري كرتيس (المجر)
 - 2001في. اس. نايبول (بريطانيا)

من نفس القسم الثقافي