الثقافي

"النقد بين الحداثة وما بعد الحداثة" لإبراهيم الحيدري تحرير الفكر والعقل من الأوهام

على الرفّ



يحفل تراثنا العربي بالكثير من الممارسات النقدية، ولا سيّما في الأدب، لكن النقد العقلاني البنّاء لم يكن شائعاً ولم يمارَس إلا على شكل انتقاد بدلاً من نقد مبدع يضيف معرفة إلى أخرى، خصوصاً في ظلّ فشل مشروع الإصلاح والنهضة الذي حاول العرب إعادة صياغته. يبحث المؤلّف في إشكالية الإصلاح والتحديث في العالم العربي ودور البنية الفكرية والمجتمعية التي أعاقت الدخول في عصر الحداثة، ويرى أن السبيل إلى تحرير الذات العربية من أسر التخلّف إنما يبدأ أولاً بنقد الذات، ثم التراث الذي يقوم على النقل وليس العقل، فنقد الوافد الجديد، الحداثي وما بعد الحداثي، والانتقال من نقد الفكر إلى نقد المجتمع ومؤسّساته. ويعرض المؤلّف تطوّر الفكر النقدي في أولى تجلّياته في الفلسفة الإغريقية، مروراً بالحركة التنويرية التي عرفها الفكر الإسلامي في العصر الوسيط. ثم يتوقّف ملياً عند الملامح الرئيسية لعصر التنوير الأوروبي وأعلامه. ويخلص إلى أن رفض الحداثة يعني رفض الحرية والعقلانية والمساواة الاجتماعية. أن ما يهدف إليه هذا الكتاب هو رصد المفاهيم والنظريات والاتجاهات النقدية في مرحلة الحداثة وما بعد الحداثة ومحاولة توضيح الخلط والالتباس في المصطلحات والمفاهيم بين الحداثة وما بعد الحداثة، وبين التحديث والمعاصرة، وطرحها للمناقشة والتفكيك والنقد ومن أجل نشر وتداول فكر تنويري يتسلح بأدوات التفكيك والتحليل والنقد والتساؤل والمراجعة والتدقيق والمحاكمة وتحريك الذهن ودفعه في مغامرة البحث والتقصّي ونقد ما هو غريب ومجهول ومحرم ومخفي وممنوع. وكما يقول الأديب الألماني هانس أنسيسبيرغر: "علينا أن نرمي الأحجار في البركة الآسنة لتحريكها".
ق. ث

من نفس القسم الثقافي