رياضة

إصابة فقير لستة أشهر تلهي الجزائريين عن الخضر

تلقاها في المباراة الودية بين فرنسا والبرتغال



لم يولي الشارع الرياضي أول أمس أي اهتمام لأخبار المنتخب الوطني، الذي وصل إلى ماسيرو من اجل مواجهة منتخب ليزوتو في إطار دوري كأس افريقيا، ولم يول أي اهتمام للتشكيلة الأساسية على غير العادة، وحتى لون القميص الذي سيدخل به رفاق براهيمي لم يكن ضمن اجندة الجزائريين، بل الأغرب أن الكثير راسلونا من أجل معرفة توقيت اللقاء والقنوات الناقلة، فالمنتخب لم يعد يهم الجمهور الرياضي كما جرت العادة. عدم اهتمام الجزائريين ليس غريبا، لكن الغريب هو ما حدث أمس عبر مختلف شبكات التواصل الاجتماعي، حيث صنعت إصابة الدولي الفرنسي نبيل فقير الحدث عبر كل الصفحات، وأعطاها الشارع الرياضي حيزا كبيرا وتم تداولها بسرعة مع الكثير من التعليقات الساخرة. الاهتمام الكبير الذي صاحب الإصابة يبدو غريبا، خاصة أن علاقة اللاعب مع الجزائر انتهت لحظة إعلانه لعبه للمنتخب الفرنسي، ساعات فقط بعد إعلانه قبول دعوة مواطنه كريستيان غوركيف. ما حز في قلوب عشاق الخضر ليس اختيار فقير فرنسا، فالأمر عادي أن يختار البلد الذي رباه ورعاه وعلمه كرة القدم، وليس هو أول أو آخر لاعب يتماشى مع المنطق، بان يحمل قميص البلد الذي تربى فيه، فالجميع يحترم رومان حمومة، الذي يملك أصول جزائرية وكان بإمكانه لعب المونديال، غير انه كان صريحا إلى ابعد الحدود، وأكد أن علاقته بالجزائر هي جده وانه لم يسبق أن زار هذا البلد ولا يعرفه تماما، ومع ذلك لم نسمع بتاتا عن كره جزائري لهذا اللاعب. حتى بن زيمة الذي استقبل المدرب الوطني السابق جون ميشال كفالي وأخبره انه سيلعب لفرنسا، وانه يميل بدوره لحميل قميص الديكة، ومع ذلك لا يزال كريم يحظى بشعبية كبيرة ويحترمه الجميع في الجزائر حتى مشجعو برشلونة الغريم الازلي للفريق الذي يلعب له. لكن بخصوص فقير فالأمر يختلف تمام، فالجمهور الرياضي لم يهضم بعد طريقة انضمام فقير إلى الديكة، والطريقة التي غير به جنسيته الرياضية مرتين في يوم واحد، وبعد أن أصبح فنكا في الصباح وقرر أن يغني قسما، ليغير رايه بين عشية وضحاها ويصبح فرنسيا ويغني “لامارسياز” ويقف باحترام امام العلم الفرنسي. ورغم ذلك “اللهم لا شماتة”، فالإصابة تعتبر كابوس أي لاعب، خاصة لما يتعلق الامر بالرباط الصليبي، كم من لاعب افل نجمه وضاع مستقبله بسبب هذه الإصابة اللعينة التي تعتبر كابوس اللاعبين، ونحن بدورنا نتعاطف معه كأي لاعب لا علاقة لنا به، لكن لا أضن أن نبيل لن يستحضر شريط الذكريات، ولن تعود إلى مخيلته لحظة إقراره في تصريحه حبه للجزائر ولا دموع جده، لأنه يعلم الان أن العودة إلى الديكة بعد الإصابة لن تكون سهلة، واللعب للجزائر الان امر شبه مستحيل.
رشيد. ب

من نفس القسم رياضة