الثقافي

العرب خارج عروبتهم.. أمة صارت شظايا

على الرفّ



يسرد كتاب " العرب خارج عروبتهم"، لمؤلفه طلال سلمان، وبكثير من السخرية والألم، حال الأمة العربية وقد صارت شظايا. فالشعب لاحول ولا قوَّة له لأنَّه صار مجبراً على ممارسة التظاهر في الشوارع العربية تأييداً للحاكم ضد - الآخرين، دولاً أو أنظمة متآمرة، أو جهات مشبوهة ربما كان (هو) تلك الجهات، فيها أو معها. ثمَّ يعرض سلمان لأصناف من التشكيلات الإسلامية التي ملأت شوارع الربيع العربي..
وهنا يجيء السؤال: أي إسلام هو المؤهَّل والقادر على بناء المستقبل العربي في مختلف ديار هذه الأمة، التي تعيش في قلب الخوف بينما انتفاضتها تملأ الميادين وتُسقط الرؤساء، في حين تجدِّد أنظمة الماضي ذاتها بالشعار ذي الوهج الديني مستحضرة مخاطر حروب أهلية لا تنتهي. ولا يغفل المؤلِّف هنا حق الإسلاميين، كقوى سياسية ذات وجود فاعل في معظم المجتمعات الإسلامية، في أن يصلوا بالانتخابات إلى السلطة. ويلفت إلى تصرفاتهم غير السوية في الخصوص.
ويشير المؤلف إلى ذكاء الإخوان المسلمين عربياً في الإفادة من الفرص المتاحة، ومن قصور الوعي السياسي عند العسكر، ومن ثمار الانفتاح الأميركي على الحركات الإسلامية التي تخلَّت عن عدائها للإمبريالية والسياسة الأميركية والغربية الداعمة للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين. ولكنه يتحدث عن التنازلات التي قدَّمها الإسلاميون العرب للإدارة الأميركية...
ولإسرائيل تحديداً ومشروعاتها التوسعية التي لا تستثني لا القدس ولا المسجد الأقصى خاصة، فيخلص هنا إلى انها لا تبقي أية قيمة سياسية - بالمعنى الوطني، فضلاً عن القومي - للشعارات التي خاض بها الإخوان الانتخابات، والتي كانت بمجملها محلية أو أممية وليست من منطقة وسط تحدد الهوية والقضية، وبالتالي سقطت فلسطين من حساباتهم ومشروعاتهم، بشكل متعمَّد، تجنباً لاستفزاز إسرائيل وواشنطن.
وبالتجربة، فإنه كان منطق الإسلاميين، بجناحيهم، الإخوان والسلفيين، أن الحركة القومية عندهم، بل العروبة تحديداً، غرَّبت الأمة عن هويتها، وأخرجتها من دينها الحنيف.. والأخطر أنها قادتها، على امتداد قرن من التبشير والعمل السياسي، وستين عاماً من السلطة أو التسلُّط بقوَّة العسكر، إلى هزائم متتالية والى تدمير المجتمعات، وتسبَّبت في تفكيك أو التمهيد لتفكك أكثر من دولة في المشرق والمغرب.
الوكالات

من نفس القسم الثقافي