الثقافي

واسيني الأعرج يصدر طبعة جديدة من "سيدة المقام"

الحقوق المادية للعمل ستعود للأعمال الخيرية



أعادت دار الآداب نشر رواية "سيدة المقام" للروائي الكبير واسينى الأعرج، والتي صدرت لأول مرة عام 1995 عن دار الجمل، وتنازل الكاتب عن حقوقه المادّية للأطفال المرضى بالسرطان. وتدور أحداث رواية "سيدة المقام" في الجزائر، إلى أحداث أكتوبر، وما تلا ذلك من أحداث حيث كادت الانتخابات النيابية في العام 1991، أن تسفر عن فوز كاسح للجبهة الإسلامية للإنقاذ، لكنها علقت وتحولت الجزائر بعدها إلى ساحة حرب لا ترحم. وبطلة الرواية "مريم" راقصة باليه تصاب في رأسها برصاصة خلال المظاهرات التي اندلعت في العام 1988، وانطلقت تطالب بالحرية والديمقراطية. ويؤدي وجود الرصاصة في رأس مريم إلى منعها من ممارسة الرقص، لكنها تصر على تأدية دور شهرزاد في الباليه المأخوذ من سيمفونية شهيرة بالاسم نفسه للموسيقي الروسي الشهير ريمسكي كورساكوف، في حضور صديقها وأستاذها في الوقت نفسه. وتموت مريم بعد تأدية الرقصة وهي تستمع إلى ما كتبه صديقها من يوميات أدبية، تتعرض لما كان يجري في الجزائر من ممارسات فاشية باسم الإسلام، الذي شوه بين جهاز دولة فاسد وبين متطرفين يهاجمون المسارح التي تعرض الأعمال الفنية الراقية مثل فن الباليه على أنها أماكن فجور وخلاعة. وتطلق التهديدات بقتل أناطوليا راقصة البالية الروسية القادمة إلى الجزائر وكلبها، وتصور الرواية انهيار جهاز الدولة القديم وتحول مناضلي الثورة العظيمة إلى مجموعة من الانتهازيين المتكالبين على الكسب الصغير، وفي المقابل تتبلور ملامح فاشية من نوع جديد بنزوعها الظلامي المعادي للفن والثقافة، والتراث الإنساني، والمستعدة دوما للقتل والذبح، راسمة صورة قاتمة لبلد مقدم على حرب أهلية مرعبة.
ونقرأ من الرواية :" كانت مريم وكانت الدنيا. وردة هذه المدنية وحلمها، وتفاحة الأنبياء المسروقة في لحظة غفلة، رعشة المعشوق وهو يكتشف فجأة خطوط جسد معشوقته. لكنها فجأة سقطت من تعداد كل الأشياء الثمينة التي ظلت مدة طويلة تعتز بها البنايات، والشوارع وقاعات المسرح، وصالات الرقص، والحارات الشعبية التي بدأت تتآكل على أطراف المدينة التي غيرت طقوسها وعاداتها، كيف تجرأت المدينة على قتل مريم في هذه الجمعة البائسة؟". والجدير بالذكر أن الرقابة المصرية قد سبق وصادرت رواية واسينى "سيدة المقام" من الأسواق المصرية عام 2000.
مريم. ع

من نفس القسم الثقافي