الثقافي
"حراقة بلوز" لموسى حداد يشارك في المهرجان السينمائي لسعيدية بالمغرب
سيتنافس مع خمسة أفلام أخرى على جائزة "الجوهرة الزرقاء" في فئة الأفلام الطويلة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 25 أوت 2015
يشارك فيلم "حراقة بلوز" للسينمائي الجزائري موسى حداد في المنافسة الرسمية للطبعة الأولى للمهرجان السينمائي بالسعيدية المغرب، الذي انطلقت أشغاله سهرة أمس ويختتم في الـ 29 أوت الجاري، وينافس حراقة بلوز على جائزة" الجوهرة الزرقاء " في فئة الأفلام الطويلة، مع خمسة أفلام أخرى. وسيتنافس "حراقة بلوز" مع خمسة أفلام أخرى من المغرب وتونس وبلجيكا وهولندا من اجل الظفر بجائزة "الجوهرة الزرقاء" في فئة الأفلام الطويلة، أما في فئة الأفلام القصيرة فستتنافس ستة أفلام أخرى للحصول على "جائزة البرتقال". ويشارك في مهرجان السينما بالسعيدية الذي تنظم طبعته الأولى تحت شعار "سينما بلا حدود" اثني عشر فيلما (قصيرا ومطولا) من عديد البلدان منها الجزائر وفلسطين وفرنسا وسويسرا وألمانيا. ويروي " حراقة بلوز " قصة شابين قررا الهجرة غير الشرعية إلى بلاد أوروبية جراء ظروفهما الاجتماعية التي يرونها قاسية، رغم ما يعيشانه من دفء عائلي ليصطدموا عند مباشرتهم التخطيط لها بصعوبة المهمة التي ازدادت تعقيدا بتعطل محرك القارب بعرض البحر والعدول في آخر الفيلم عن فكرة الهجرة، ينطلق الحديث عن الضفة الأخرى والهجرة بحثا عن حياة أفضل ومستقبل أحسن من كنيسة السيدة الإفريقية ( كاتدرائية كاثوليكية تأسست سنة 1872) الواقعة بأعالي العاصمة والمطلة على الواجهة البحرية لها كلقطة أولى استفتح بها موسى حداد عمله السينمائي المطول الذي أخذ من الجهد أربع سنوات ومن الميزانية 70 مليون دينار جزائري، مؤكدا على أنه ركز في العمل على الهجرة غير الشرعية بقدر ما كان يرغب في ترجمة بعض الأحاسيس، والقيم الإنسانية والأحلام الشبابية وتقديم متعة سينمائية للمشاهد بعد أن غاب عنه لعشرية كاملة تقريبا، فقد كان الحب والهجرة الحلقة التي تشكل وتكون منها الفيلم (110 دقيقة) غير أنه هذه المرة اختار أن يكون بطل فيلمه (الحراق أو المهاجر الغير شرعي) من عائلة ميسورة الحال لديه أساسيات الحياة لكنه يبحث عن كمالياتها. وأظهرت الشخصية الرئيسية للعمل "الزين" (كريم حمزاوي) كان يملك هذا الأخير سيارة وعملا مما يوحي بأن حالته المادية لا بأس بها ولكنه رغم ذلك يريد الذهاب إلى اسبانيا ليعود إلى بلده والزواج من حبيبته زولا (موني بوعلام) خريجة مسرح قسنطينة الجهوي والتي غلب على أدائها التمثيل المسرحي، لكن رياح البحر وأمواجه تعيد الناقم على وضعه إلى دياره بعد توقف القارب المستأجر من إحدى العصابات قبالة السواحل الاسبانية، فيعيده ورفاقه حراس السواحل إلى السلطات الجزائرية أحياء بعد نجاتهم من الموت الأكيد، لكن المخرج كاتب السيناريو في نفس الوقت لم يقنع المشاهد بمدى خطورة الوضع والمحاولة معا، وهو ما استدركته فعلا ملامح الممثل وأصدقاؤه الذين يمثلون نماذج مختلفة لشباب الجزائر بين متدين وفنان وبطال وما إلى ذلك. وكان للزين صديق مقرب يدعى ريان (زكريا رمضان) قاسمه دور البطولة عكس من خلالهما شخصيته بعض القيم الإنسانية والصداقة القوية التي لا تتأثر بأي رياح إلا لما يتعلق الأمر بالهجرة، الحلم المشترك لكلاهما لكنها تمر كسحابة صيف عابرة، فقد جاءت شخصية ريان لتمثل الشباب الجزائري الطموح، المتخلف والهادئ الذي لا يزال متمسكا بالكثير من المبادئ الإنسانية وتبين ذلك من خلال العلاقة الجيدة التي تربطه بزوجة أبيه التي تضطر لإجراء عملية جراحية ولا تجد المال الكافي لإجرائها، ليبادر ريان -الذي كان يتحضر ليلتها للهجرة سرا إلى اسبانيا بعدما فشل صديقه في إقناعه بعدم القيام بذلك- على دفع مستحقات العملية من ميراث والدته وفي ذلك تأكيد على تفوق الإنسانية على المصلحة الشخصية للشباب وهي الرسالة التي حاول المخرج التركيز عليها في العمل.
مريم. ع