الثقافي

"سراب وماء" لرجب الأمين مقالات وخواطر حول الحياة والناس

على الرفّ


العلاقة بين الكاتب والحياة، هي علاقة تكاملية، أما العلاقة بين الكاتب والقارئ فهي ملتبسة إلى حد ما؛ بين ما يروي وكيف يروي الوقائع والأحداث (معايشة ومعرفة ومحاكاة) وكأنه شاهد على عصر معين، ومرآة لواقع متحول، فهل نجح «رجب الأمين» في «سراب وماء» في الدخول إلى قلب القارئ وعقله هذه المرة كما نجح أول مرة في «حصى ولآلئ»، أم أنه سيعود أدراجه، ويتعثر بدموعه، والحزن سيطوق عنقه على «ما آلت إليه هذه الأمة من جهل وشرر»، في لفتة من الكاتب إلى حالة انعدام القراءة في المجتمع، وكأنها أصبحت من الكماليات التي لا ضرورة لها... في الكتاب جملة من المقالات والخواطر حول الحياة والناس ينتظمها هدف واحد هو الإنسان في شتى أحواله وانفعالاته وأفعاله ونظراته ومسلكه في هذه الحياة، وبالتأكيد فإن رجب الأمين يتكلم عن الإنسان العربي؛ مزوداً إياه عبر «سراب وماء« بالعديد من الخواطر والحكم والقصص ذات المغزى والتي لا تخلو من المتعة والفائدة.. نقرأ له: ليس ثمة نبي لم يأت بالصراط المستقيم ولكن إلى متى يبقى الصراط مستقيماً إذا كان ثمة ألف ألف إنسان وشيطان يعملون على جعله معوجاً. في شرعة أهل الغاب يخدم الكلب الأسد وفي شرعة بني الناس يخدم الفقير الغني ولو أن لهذا خسة الكلب ولذاك أنفة الأسد. الحياة تعطي بأريحية وسخاء لكنها تعود فتستردّ ما أعطته بقسوة وجفاء. ضع درهمك في عبّك فهو عند الحاجة يساوي صديقاً وفياً. إحدى بلايا الإنسان أنه لا يجد السعادة فيما يملكه بل فيما ينقصه. الكتاب صادر عن الدار العربية للعلوم ناشرون، ويقع في 440 صفحة من القطع الوسط.
ق. ث

من نفس القسم الثقافي