الثقافي
من تأليف لؤي علي خليل: العجائبي والسرد العربي؛ النظرية بين التلقي والنص
على الرفّ
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 24 أوت 2015
تقف دراسة "العجائبي والسرد العربي: النظرية بين التلقي والنص" للدكتور لؤي علي خليل على الحافة بين ما هو أدبي ومقدس وتاريخي، وهذا يقود إلى سؤال أساس يثيره المؤلف مفاده؛ مدى قدرة النصوص على إثراء الهيكل النظري لمفهوم العجائبي في الأدب العربي وتطويره. في المقدمة التي يفتتح بها المؤلف عمله يقول: بدأ التفكير بضرورة إنشاء هذه الدراسة (النظرية - التطبيقية) منذ أن طالعتُ الجهود التي بذلها النقاد الغربيين في سبيل التقعيد لمفهومٍ تجنيسيٍّ هو (العجائبي)؛ ذلك أن مساحة هذا المفهوم جعلتني على اعتقادٍ يشبه اليقين بحضوره في بنية الفكر العربي الإسلامي وفي نصوصه السردية التي أفرزها. وكلما أوغلت في قراءة حدود (العجائبي) ازددت يقيناً بالحاجة إلى دراسةٍ تنقل ذلك الحضور من الوجود بالقوة إلى الوجود بالفعل. وعزّز هذا الاعتقاد عندي أن معظم النصوص التي اعتمدها النقادُ تمثيلاً للمفهوم هي نصوص مشرقية، مثل (ألف ليلة وليلة)، أو ذات طابع مشرقي، مثل (المخطوط الذي عثر عليه في سرقسطة). أما علة التلازم بين العجائبي ونصوص التراث الإسلامي فيبررها المؤلف بـ "وقوع كلٍّ منهما على حافة الحقيقة، بين الممكن والمستحيل، أو بين الحقيقي وغير الحقيقي؛ ففي العجائبي ثمة حيرة أمام الحدث الخارق، بين تفسيره بما يُلائم نُظم الحقيقة الواقعية أو تفسيره بما يُخالفها. وفي نصوص التراث الإسلامي يبقى الحدث الخارق واقعاً بين (الممكن)، على اعتبار أنه لا يُعجز القدرة الإلهية، وبين (المستحيل) الذي يجعله خيالاً فحسب لعدم وجود برهانٍ يُلزم وقوعه على الحقيقة، ويبدو ذلك واضحاً في احتواء النصوص على الجن والملائكة واختراق السماوات والمشي على الماء والطيران في الهواء". وبذلك أصبح لهذه الدراسة اتجاهان، يبحث الأول في مدى استيفاء نصوص الثقافة العربية الإسلامية لنصوص الأدب العجائبي ولا سيما نصوص الكرامات (المعارج والمناقب)، ويبحث الآخر في قدرة تلك النصوص على تطوير الهيكل النظري العام لمفهوم العجائبي، بما يدعو إلى إعادة التفكير في طبيعته، وفي قدرة قوانينه على التعميم، لتشمل مختلف النصوص، أياً ما كانت الحضارة أو الثقافة التي تنتمي إليها.
ق. ث