الثقافي
فرقة "السد" للقنادسة تصدر ألبومها الجديد "ألي عاد صغير يتعلم أو يقرا"
يحوي أغاني قريبة لطبع الغيوان المغربي
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 17 أوت 2015
نزل منذ أيام قليلة إلى الأسواق الألبوم الجديد لفرقة "السد" للقنادسة بعنوان"ألي عاد صغير يتعلم أو يقرا"، والذي يحوي أغاني قريبة لطبع الغيوان المغربي مرتكزا أساسا على الشعر الشعبي ببصمة فنية خاصة، وأظهر هذا العمل الفني الثالث لفرقة "السد" التي تكونت أواخر الثمانينيات نضجا موسيقيا كبيرا وتطورا في التأليف وفي النصوص الموجهة في هذا العمل إلى جمهور الشباب.
وتتناول الفرقة --التي استلهمت من الفرقة المغربية"لمشاهب"-- واقع شباب منطقة الساورة--المنطقة التي يتواجد فها معجبون كثيرون لهذا النوع الموسيقي-- كسوء المعيشة والعنف رغبة منها (الفرقة) في "إيصال حكمة الأولين إلى الشباب"، ويؤدي، المؤلف ومغني الفرقة لحسن بسطام معظم عناوين الألبوم من بينها "الي عاد صغير يتعلم أو يقرا" و"هاذي بلادي" وأيضا "بلا عنف" مع إلقاء قصيدة شعرية قبل إدخال تدريجيا الآلات الموسيقية.
ومنحت آلة المندول الكهربائية ذات التأثيرات المختلفة طابعا خاصا لتأليفات لحسن بسطام ومصطفى متواني، واستعملت الفرقة طبوع موسيقية قريبة من الشعبي والغيوان لإضفاء نفس جديد للألبوم ميزه إدخال آلات ايقاعية كالتومبا والغومبري والبندير والقرقابو التي "تهيمن" تدريجيا على النص حتى الحجب، وما يلفت النظرآداء المعلم حاكم عبد اللاوي --الفنان الشاب البارع في العزف على آلة الغومبري، الذي التحق مؤخرا بالفرقة مضيفا لمسته الخاصة-- في تأديته للمقاطع الموسيقية، ولم تفوت الفرقة التي تتمتع بشعبية كبيرة لدى جمهور الجنوب الغربي الجزائري الفرصة في التطرق في أغانيها إلى مواضيع اجتماعية كالعنف في الملاعب، والتسرب المدرسي وآفات أخرى كالرشوة و"الحقرة"، ويحوي الألبوم الرابع كذلك تأثيرات الساحة الموسيقية الجزائرية في سنوات التسعينيات وممثليها ك"فرقة بوليفان" و"نجوم الصاف" وحميد بارودي وكذلك "ناس الحال".
وتمت كتابة نصوص العناوين الثمانية لهذا العمل الأخير بالاشتراك مع لحسن بسطام ومصطفى متواني وعبد الله لهبيل واسماعيل موغلي الذين تكفلوا كذلك بالتأليف والتوزيع، وبوسائلها الخاصة، تعمل الفرقة على التعريف بعملها الأخير-الذي أنتج من طرف بابيدو- والمتواجد بقلة لدى محلات بيع الأقراص المضغوطة في المدن الكبرى، خارج منطقة بشار.
من جهة أخرى، يبقى على الفرقة وناشرها الاعتناء أكثر بشكل تقديم الألبوم لاسيما غلافه والأسلوب الغرافي ونوعية الطباعة، واستطاعت الفرقة التي تكونت في 1989 بالقنادسة ببشار أن تعرف بنفسها في المناطق الأخرى من البلاد بدء من 2004 خلال جولة فنية صغيرة للترويج للألبوم، وكشف مؤسس الفرقة، لحسن بسطام، أن هذا العمل الأخير ينم عن "النضج الموسيقي" للفرقة ويمثل كذلك "تحدي آخر للحفاظ على جمهور" الفرقة التي تستقطب في كل حفل فني تنظمه بمنطقة الساورة حوالي 5000 متفرج، وهذه الشعبية التي جعلت من احسن بسطام ورفقائه قدوة أدت إلى ميلاد "السد الصغيرة"، فرقة شابة أبت الا أن تسير على خطى سابقتها.
مريم. ع