الثقافي
عاصمة الثقافة العربية تكرم أيقونة الأغنية البدوية بقار حدّة
من خلال عرض مسرحي من إنتاج المسرح الجهوي عز الدين مجوبي لعنابة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 12 أوت 2015
شارك المسرح الجهوي "عز الدين مجوبي" لعنابة في تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية" أمس من خلال أجدد عمل مسرحي له والذي جاء كتكريم لأيقونة الأغنية البدوية، بقار حدّة، العرض المسرحي الذي عرض أمس بقسنطية، حمل عنوان"حدة يا حدة" أخرجه للركح المخرجة صونيا وألفه السيناريست جلال خشاب.
العرض المسرحي تناول على مدار أكثر من ساعة، مسار الشخصية الفنية بقّار حدّة، التي عاشت في مجتمع يرفض الإبداع النسوي، وهو ما تنقله المسرحية عبر محطات حياتها النضالية والفنية والاجتماعية، وتدور مسرحية "حدة يا حدة" حول نضال الفنانة بقار حدة، التي كانت تقلّد أمها وترافقها في الأعراس إلى أن تفتقت الموهبة، وبدأت قصة كفاح حدة مع التقاليد البالية التي تفرضها القرية هناك، وتجلّى حلم أن تتحوّل إلى أيقونة الغناء البدوي والفلكلور الجزائري برفقة المطرب الكبير بورقعة، الذي يظهر في أحد مشاهد المسرحية وهو برفقة عائلة حدة.
وتتطوّر مهارات بقار حدة لتصبح مطربة الأعراس، كما خصّصت جزءا من فنها للثورة والتغني بشجاعة الثوار ومقاومتهم للاستعمار الغاشم بعد تعرّضها وعائلتها وزوجها إبراهيم بن دباش للتعذيب والقهر، ومن بين الأغاني التي وجدت مكانا لها في قلوب عشّاقها "جبل بوخضرة جاك الطليان"، "الجندي خويا" و"راكب لزرق".
نشأت قصة حب بين بقار حدة والقصاب إبراهيم بن دباش الذي كان مرافقها الوحيد في كلّ أغانيها، ورغم غيرته عليها إلاّ أن حدة بلغت الشهرة والعالمية بفضل صوتها الجبلي القوي إلى جانب تشبّثها بلباسها التقليدي المتعلق بالملاية وبعض اللواحق الأخرى، منها اللباس الشاوي الذي يعكس بيئتها بمدينة سواق أهراس.
وقالت المخرجة صونيا بخصوصه إنّه من أعمالها المميزة، له رؤية تعبيرية وفنية تستنطق خشبة المسرح لتقدّم عرضا هادفا، هذا وقد شارك في بطولة العرض الممثلة ليديا لعريني في دور حدة، وبشير سلاطنية ومنى بن سلطان وصويلح حسين وآخرون.
وما يجذب المتفرّج إلى هذه المسرحية تعمّد المخرجة وضع نهاية لها بعد مسار فني كبير، يظهر ذلك بمشهد يخصّ وفاة القصاب إبراهيم بن دباش بين أحضان زوجته بقّار حدة، وهنا تكمن صورة الحب الحقيقي ولوعة الفراق، لتقرّر إيقاف مسارها الفني إلى أن التحقت بالرفيق الأعلى، تاركة وراءها رصيدا فنيا زاخرا لايزال متداوَلا بين الأجيال.
أعطت السينوغرافيا إضافة للمسرحية، حيث تمّ التركيز على كلّ ما هو تقليدي وله علاقة بالبيئة التي عاشت فيها بقار حدة، إلى درجة أن المتفرّج يتجاوب مع البيئة بدون التعمّق في أجواء المسرحية، تليها قطع الأثاث المصفّفة بدقة واللباس التقليدي، منها الملحفة الشاوية والملاية الخاصة بنساء الشرق الجزائري، ثمّ يظهر لباس الفرنسي الغاشم الذي يوحي بأنّ المطربة كان لها نضال إبان الثورة المباركة.
فريدة. س