الثقافي
نحو اعتماد مخطط عمل جديد لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية
يتعلق بالإعلام والاتصال
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 10 أوت 2015
- ميهوبي: النصوص التطبيقية لقانون الكتاب الجديد هي في مرحلة التحضير!
كشف وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، عن اتجاه مصالحه نحو وضع استراتيجية جديدة تخص ما تبقى من برنامج عمل تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، تسمح بإعطاء رؤية أحسن لنشاطات التظاهرة الثقافية التي تحتضن فعالياتها عاصمة الجسور المعلقة قسنطينة منذ أفريل الفارط غير أنه وعكس التظاهرات الثقافية الكبرى التي احتضنتها الجزائر في السنوات الماضية لم يكن للتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية الصورة المرجوة خاصة على مستوى التغطية الإعلامية وإن حملت بعض الأطراف مسؤولية الاخفاق شكليا لمحافظة التظاهرة التي لم تتعاطى بصورة إيجابية مع الحدث، ورفض وزير الثقافة التطرق لمسألة الاخفاقات أو الايجابيات في التظاهرة ولكنه اكتفى بالتأكيد على أن المخطط سيتم بإشراك الإعلام" الثقيل " وربما قصد من وراءه المؤسسات الإعلامية العمومية كالتلفزيون والإذاعة والجرائد العمومية إلا أنه لم يوضح طبيعة هذه المؤسسات المعنية بإعادة التسويق من جديد للتظاهرة تشارف على الانتهاء دون أن تسجل نقطة لصالح الثقافة الجزائرية وخاصة المحلية.
ومعلوم عن تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية أنها ركزت منذ انطلاقها على الشق الفني من سينما، مسرح، غناء وغيرها من التظاهرات التي لم تترك الأثر الكبير في نفس المتابعين للحدث سواء من داخل الوطن أو من خارجه، وحتى تجربة الأسابيع الثقافية الدولية التي أقيمت لحدّ الساعة لم تكن في المستوى المطلوب، كما تم إقصاء الكتاب من برنامج التظاهرة فلا كتب صدرت ولا مراجع وارتكز الشق الأدبي في ندوات فكرية وبعض المهرجانات المتعلقة بالشعر، ويأمل الفاعلون في المشهد الثقافي عندنا أن ترتكز مراجعة وزير الثقافة الذي تسلم حقيبة القطاع بعد انطلاقتها ولم يشارك في التحضيرات المتعلقة بها كوزير، على إعادة البعد الثقافي الحقيقي للتظاهرة.
وتزامنت هذه المطالب مع تصريحات وزير الثقافة عز الدين ميهوبي مساء أمس أول الأحد بقسنطينة بأن مخطط عمل من أجل إضفاء رؤية أحسن على نشاطات تظاهرة "قسنطينة عاصمة للثقافة العربية لعام 2015" سيتم اعتماده، وأضاف الوزير في حديث مع الصحافة عقب تدشين معرض بمشاركة خمسين فنانا تشكيليا من قسنطينة يحتضنه قصر الثقافة محمد العيد آل خليفة بأن "مجهودا إضافيا في مجال الاتصال والإعلام يخص هذا الحدث الثقافي الكبير يجب القيام به، وبعد أن أكد بأنه طيلة الأشهر الأربعة لتظاهرة "قسنطينة عاصمة للثقافة العربية لعام 2015" تم تنظيم نشاطات "هامة ومهمة" من طرف مختلف دوائر الحدث الثقافي الكبير بمدينة قسنطينة أشاد الوزير بالصحافة "لمتابعتها نشاطات هذه التظاهرة الثقافية والتغطية الإعلامية لبرنامج هذا الحدث"، وأضاف في نفس السياق بأن "مساهمة إضافية" لوسائل الإعلام الثقيلة" من شأنها أن تسمح بترقية أفضل للتظاهرة الثقافية العربية الأبرز لهذه السنة.
ولدى تطرقه من جهة أخرى إلى قانون الكتاب أوضح ميهوبي بأن النصوص التطبيقية هي حاليا "في مرحلة التحضير" مبرزا إسهام هذا القانون في تنظيم سوق الكتاب والنشر، واعتبر المتحدث أن القانون الجديد للكتاب يعد "قيمة مضافة" للحياة الثقافية في البلاد وسيضع حدا ل"سنوات الفوضى" التي طبعت سوق الكتاب والنشر، وبعد أن أكد بأن معرض الفنانين التشكيليين القسنطينيين يعد "مناسبة لاكتشاف مواهب أبناء هذه المدينة" دعا الوزير الفنانين إلى تقديم إبداعاتهم "و شغل الفضاء" مذكرا في السياق ذاته بالإنجازات الثقافية الهام التي استفادت منها مدينة قسنطينة في إطار هذه التظاهرة.
وتوجه وزير الثقافة بعد ذلك إلى قاعة العروض الكبرى أحمد باي حيث حضر حفل الافتتاح الرسمي للأسبوع الثقافي لدولة الكويت المندرج ضمن تظاهرة "قسنطينة عاصمة للثقافة العربية لعام 2015"، وفي كلمة وجيزة أشاد ميهوبي بدولة الكويت التي وصفها بأنها "بلدا مرجعيا هاما في مجال الثقافة" قبل أن يتطرق إلى العلاقات "المتينة والأخوية التي تربط بين الجزائر والكويت"، ولم يفوت الفرصة ليذكر بالدعم الذي قدمته الكويت للجزائر خلال حرب التحرير الوطنية.
بطاقات انخراط مجانية للتلاميذ بالمكتبات تشجيعا للقراءة والمطالعة
سيستفيد تلاميذ المرحلة الابتدائية في مرحلة أولى وباقي الأطوار التربوية عموما وتدريجيا من بطاقات انخراط مجانية في المكتبات العمومية المحلية منها والرئيسية بالولايات " تشجيعا للقراءة والمطالعة"، حسب ما صرح به وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، ودعا الوزير مسؤولي قطاع الثقافة بهذه الولاية خلال تفقده المكتبة الحضرية بالعلمة بولاية سطيف إلى الشروع فورا في تجسيد هذا الإجراء مع بداية الدخول المدرسي المقبل بالتنسيق مع مسؤولي قطاع التربية بالولاية حاثا على "خلق تواصل مثمر بين المكتبة والوسط التربوي".
وقال السيد ميهوبي في هذا السياق خلال زيارة عمل قام بها إلى ولاية سطيف "سيمكن هذا الإجراء الأطفال من مطالعة واستعارة كتب من المكتبة القريبة بهدف ترقية رصيدهم المعرفي والثقافي"، وتتسع مكتبة مدينة العلمة التي تقدمت أشغال إنجازها بنسبة 96 في المائة من لأزيد من 600 شخص دفعة واحدة بفضل عدد من المرافق التي تحتويها مثل المدرجات وقاعات المطالعة لمختلف الأعمار وذلك ذلك بفضل تخصيص اعتماد مالي بقيمة 130 مليون د. ج، وأفاد وزير الثقافة بالمناسبة، بأن الجزائر تتوفر حاليا على نحو 1100 مكتبة ما بين بلدية محلية حضرية أو رئيسية بمقرات الولايات فيما تتواصل الجهود كما أضاف، من أجل تعزيز هذه الشبكة من المكتبات.
وفند ميهوبي بالمناسبة مقولة أن "الجزائريين لا يقرؤون"، مضيفا بأنهم على العكس من ذلك "يقرؤون في فضاءات مغلقة"، وأعلن الوزير بأن تفكير جاري لإصدار "طبعات شعبية للكتب الصادرة في البلاد بأسعار معقولة حتى نمكن الكثير من الشباب وأفراد المجتمع ومحبي المطالعة والثقافة من اقتناء الكتاب ومطالعته في ظروف مريحة".
وبمقر المسرح البلدي لمدينة العلمة عاين الوزير جانبا من أشغال صيانة وإعادة تأهيل هذه التحفة الثقافية التاريخية التي تعود إلى منتصف ثلاثينيات القرن الماضي وهي الأشغال التي تطلبت 140 مليون د. ج، حسب ما ورد في الشروح المقدمة بعين المكان.
