الثقافي

مصطفى مجدوب يشرح الظواهر الاجتماعية

ضمن فعاليات الأيام المسرحية

 

ينشّط المسرحي مصطفى مجدوب فعاليات الأيام المسرحية التي ستتواصل إلى غاية الرابع من الشهر الجاري بمركز التسلية العلمية بحي جمال الدين بوهران، والافتتاحية كانت بعرض مسرحي بعنوان "الغربال"، الذي تطرّق فيه الممثل مجدوب مصطفى لظاهرة هجرة الأدمغة. واستعرض مجدوب خلال هذا النص المونودرامي الأسباب والدوافع التي تجبر الكفاءات العلمية على الهجرة والعمل في الخارج، نظير ما تلاقيه من تهميش وعدم اهتمام بقدراتها العلمية، ومن ظروف اجتماعية ومهنية لا تشجّعها على العطاء والاشتغال في الوطن الأم، مفضلة الغربة بحثا عن الكرامة. 

كما أنّ النص المسرحي هو رسالة موجّهة للمسؤولين بالدولة؛ من أجل الاهتمام بهذه الكفاءات وتهيئة الأجواء لها للاستفادة منها في الوطن. 

هذا وقد عرض سهرة أمس عمل بعنوان "القلبة"، يعالج فيه الممثل مجدوب مصطفى مسألة إرهاب الطرقات وما يحصده من أرواح يوميا، حيث إنّ حوادث المرور باتت ظاهرة محيّرة في السنوات الأخيرة، كما يعالج النص تصرّفات بعض سائقي حافلات النقل العمومي الخاصة التي لا يحترم فيها السائقون الركاب ولا يكترثون لمصيرهم، معتبرا أنّهم باتوا من بين الأسباب التي تؤدي إلى وقوع حوادث مرور أليمة، إضافة إلى بعض الظواهر المشينة التي تحدث داخل هذه الحافلات كالسرقة، الشتم، الشجارات وتواطؤ بعض القابضين العاملين بهذه الخطوط مع عصابات السطو والسرقة التي تعتدي على الركاب. 

وستتواصل هذه الأيام المسرحية التي أرادها الممثل مجدوب أن تكون وقفة معالجة لبعض الظواهر المجتمعية السلبية، وسيكون ثالث يوم من عمر هذه الأيام مع عرضه الموسوم "الصنايعي" الذي يعالج فيه ظاهرة عمالة واستغلال الأطفال وغياب دور الأسرة في التوجيه ومراقبة الأبناء، حيث إنّ بعض الأولياء يُجبرون أبناءهم على العمل غير آبهين بتبعات وانعكاسات ذلك على نفسية آبائهم، فيتحوّلون إلى آلة لجلب المال، وقد يقعون فريسة بعض المحتالين، ويتحوّلون إلى مجرمين؛ لأنّ الشارع لا يرحم، كما أنّ النص المسرحي فيه نداء موجّه للأولياء من أجل توجيه أبنائهم نحو مراكز التكوين المهني واكتساب حرفة شريفة تؤمّن لهم الكسب الحلال. 

وفي آخر يوم من عمر هذه الأيام، سيلتقي الجمهور مع عرض تكريمي للصحافة الجزائرية؛ من خلال طرح موضوع طغيان الصحافة الإلكترونية، التي رغم كونها ظاهرة إيجابية إلاّ أنّها لن تأثّر على الصحافة الورقية، التي لا يمكنها أن تعوَّض، وستظلّ صامدة؛ لأن لا بديل عن متعة تصفّح محتوى جريدة. 

وتجدر الإشارة إلى أنّ المسرحي مصطفى مجدوب يستلهم نصوصه من الواقع الاجتماعي، ويحاول معالجة بعض الظواهر بطريقة درامية، يمرّر من خلالها رسائل هادفة، معتبرا أنّ المسرح ليس فرجة فحسب، بل هو خطاب توعوي تحسيسي، كما أنّ هذا المسرحي سبق وأنّ قام بعدّة نشاطات، آخرها كان في الشهر المنصرم؛ حيث كانت هناك أيام مسرحية مماثلة برمجها بمركز التسلية العلمية بحي جمال الدين بوهران، خلال سهرات شهر رمضان الفارط. 

مريم. ع

من نفس القسم الثقافي