الثقافي
نقاد وروائيون: "سلطة المجتمع" الطابو "الأصعب" للأديب في البلدان العربية
ضمن ندوة"الأدب واختراق الممنوع"
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 25 جولية 2015
أجمع أدباء من الجزائر والبلدان المغاربية في ندوة حول "الأدب واختراق الممنوع" نظمت في إطار الطبعة الـ 8 لمهرجان الجزائر الدولي للأدب وكتاب الشباب التي نظمت أمس أول بالعاصمة، على أن "سلطة المجتمع" هي الطابو "الأصعب"للأديب في البلدان العربية.
واعتبر الكاتب المغربي الشاب عبد العزيز الراشدي أن الأدب المغربي "لمتعد أمامه مشكلة لانتقاد السلطة السياسية بقدر مواجهة المسلمات الإجتماعية والعرفيةوالدينية وحتى اليومية والتي يجد الكاتب صعوبة في التطرق إليها" مؤكدا أن على هذاالكاتب "تفكيك سلطة المجتمع"، وأضاف صاحب رواية "مطبخ الحب" (2012) أن الكاتب "الذي يتجرأ على الدينوالسلطة قد يصبح مشهورا ولكن الكاتب الذي يتجرأ على المواضيع والإشكالات الاجتماعية قد يعزل تماما من المجتمع خصوصا وأن القارئ المغربي والعربي عموما مازال تقليديافي تلقيه".
واعتبر من جهته الروائي والقاص التونسي ابراهيم الدرغوثي أن "المواطن العربيسواء كان أديبا أم متلقيا لم يعد يخاف من الرقيب الحكومي وإنما من الرقيب الداخلي"مشددا في نفس الوقت على أن "غياب الديمقراطية وروح الإختلاف في المجتمعات العربيةهي السبب في عدم تقبل القارئ العربي للطابوهات"، ونفى صاحب "شبابيك منتصف الليل" (1996) عن نفسه الآراء التي تقول أنه يكتبروايات إيروتيكية معتبرا أن توظيف "الجنسانية" في أعماله إنما هو "ضرورة استدعاهاالبناء اللغوي للنص الذي قد يستدعي توظيفها أحيانا" مضيفا أن العديد من قصصه ورواياتهقد "تعرضت للمنع" في تونس والبلدان العربية.
وشدد الأديب الجزائري والباحث في التراث محمد مفلاح على أهمية أن ينتقلالروائيون في الجزائر "إلى تيمات دينية وتاريخية كالمأساة الوطنية في التسعينياتوالتاريخ الجزائري إبان ثورة التحرير بالإضافة للتاريخ الوسيط والقديم" معتبرا أن "الكتابات حول الجنس والدين والسياسة في زمن الفايسبوك وحرية التعبير قد تجاوزهاالزمن".
وأضاف مفلاح الذي عرف خصوصا بروايته "هموم الزمن الفلاقي" (1984) أن هذهالقضايا "مسكوت عنها من طرف +المؤرخين الرسميين+ الذين غيبوا الكثير من الوقائعالتاريخية" متأسفا في نفس الوقت لغياب الفضاءات للتعبير عن الذاكرة المجروحة ومضيفا أن الكتاب في البلدان العربية "لا يناقشون كل القضايا المختزلة في اللاشعور ولهذافهم لا يكتبون روايات حداثية" على حد قوله.
وعرفت الندوة حضورا محتشما للجمهور بالإضافة لغياب الكاتب والصحفي السودانيحمور زيادة الذي كان مبرمجا بدوره لتنشيط فعاليات الندوة.
وتستمر الطبعة الـ 8 لمهرجان الجزائرالدولي للكتاب وأدب الشباب بساحة رياضالفتح بالعاصمة إلى غاية 29 جويلية الجاري بتنظيم ندوات فكرية أخرى حول مسألة الجوائز الأدبيةفي البلدان العربية وأدب المنفى بالإضافة للتجريب والتجديد في الأدب العربي بمشاركةأدباء من الجزائر والعالم العربي، كما سيقام أيضا خلال هذه التظاهرة -التي تستضيف 55 أديبا من 20 بلدا- برنامجأدبي حول "المنفى" و"العودة" للوطن سيعرف تنظيم العديد من الندوات التي سيحضرهاأدباء وكتاب من الجزائر وإفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا.
مريم. ع