الثقافي

محمد بن جابر يكتب عن تحدي الإنسانية في زمن المآسي الوطنية

في رواية "أربعمائة متر فوق مستوى الوعي"

 

 

صدرت عن دار الأمل للنشر بتيزي وزو، مؤخرا، رواية "أربعمائـة متر فوق مستوى الوعي" للكاتب محمد بن جبار الذي قال واصفا إياها "تحمل روايتي عنوانا جانبيا هو "حكاية أوتوبيوغرافيا"، حيث أنها تتناول سيرة ذاتيـة غير أنها تختلف عن أسلوب السير الذاتيـة المعهودة". 

وتدور أحداث الرواية التي تقع في 175 صفحة، حول شخصية "عـواد" الرئيسية، تسرد تفاصيل حياته كموظف حكـومي بسيط بمؤسسة البلدية طيلة 25 سنة، أمضاها في ممارسة هذه المهنة "الروتينية المملة"، غير أن نظرته لذاته وللعالم من حوله تتغير تماما بعد انفصاله عن عشيقته التي كانت بالنسبة له العين التي يرى جمال العالم من خلالها، ليكتشف عالما يسوده النفاق الاجتماعي وزور التــاريخ، شخصيات متورطـة في الانتقام التاريخي والمجتمعي، يسترجع في ذاكرته "سنوات الإرهــاب "، يبحث بفضول ملحّ عن أصل الأشخاص الذين صادفهم وتعرّف عليهم ليستخلص في الأخير أن العشرية السوداء ما هي إلا نتيجة حاسمة ومنطقية للأخطاء التاريخية. 

وأضاف بن جبار حول الرواية: "عواد، هو كهل جرجر له تاريخ يتقاطع مع نقاط مهمـة من التاريخ الحديث لوطنه، فقد عاش "الانقلاب البومديني" ويوم توظيفه توافق مع اغتيال الرئيس "بوضياف"، فهو الإنسان الذي عايش أحداثا مؤلمـة وكان شاهدا على مآسي جيله الحزينة، غير أنه رغم كل ذلك حافظ على ما تبقى من إنسانيته، رمّم ما أمكن ترميمـه، فبالنسبة له، "سيذهب كل شيء.إلا إنسانيته" وكاستمرار لعواد الإنسان ونقلا لما عايشه من ماض أليم وتتويجا لمساره الحياتي، برز من عواد الإنسان، عواد الروائي الذي ضمن تجربته في رواية، كـ "قيمة معرفية وفلسفيـة وحياتيـة". 

وتضمنت الرواية ثمانية فصول، تناولت من خلالها بعض التفاصيل المقتضبة لشخصياتها ولحياتهم، ماضيهم وحاضرهم، استجابة لمقتضيات العمل الروائي المقتضي تسليط الضوء على الشخصيات حسب الضرورة الجمالية. 

مريم. ع

من نفس القسم الثقافي