الثقافي

تخصيص دورات تكوينية لهواة الفن السابع والتركيز على العروض السينمائية لأهم الأفلام العالمية

ضمن النشاط الشهري لمتحف السينما لشهر جويلية الجاري

 

 

يقدم متحف السينما بالعاصمة، في أجندته لشهر جويلية الجاري لهواة ومهنيي الفن السابع، عددا من العروض السينمائية العالمية، في حين تتيح البرمجة التي المتعلقة بهذا الشهر وحتى 31 منه تقديم دورات تكوينية لفائدة هواة الفن السابع مع التركيز على العروض السينمائية لأهم الأفلام العالمية، وستكون بمثابة مواعيد هامة مع الفن السابع العالمي وذلك عبر مجموع شبكة القاعات، كما تتضمن العروض أنواعا من الكوميديا الموسيقية الأمريكية وأرصدة أفلام وطنية من السينما الفرنسية وكذا أعمال لكبار المخرجين الذين تركوا تراثا قيما في تاريخ السينما العالمية. 

يندرج هذا البرنامج وغيره من الأنشطة ضمن الديناميكية التي يشهدها متحف السينما الجزائرية منذ سنوات مما أعاد الأمل لجمهور وهواة "الشاشة الفضية"، إضافة إلى ترميم وتحديث شبكة القاعات الموجودة عبر الوطن، وهي العملية التي لا تزال جارية وذلك بفضل تحسين شروط استقبال الجمهور وعرض الأفلام. 

حيث سيصاحب هذه الجهود التي بدأت تعطي ثمارها، برمجة متميزة مبنية على تعدد وتنوع الدورات المقترحة وتنقلها عبر جميع قاعات الوطن. 

في الوقت الذي تحيي فيه هذه المؤسسة ذكرى تأسيسها الـ 50 بإقامة معرض قيّم بمتحف الماما، تسعى هذه الدورات إلى ترسيخ ثقافة سينمائية حقيقية، تستهدف شتى فئات الجمهور خاصة منها الشباب الذين لم يترددوا في حياتهم على القاعات المظلمة بسبب الظروف التي عاشتها الجزائر وأيضا بسبب المناخ الجديد السائد في العالم من خلال شيوع تداول اسطوانات "الدي ـ في ـ دي" وكذا التحميل من الأنترنت. 

في هذا الشهر، ستعرض القاعات التابعة لمتحف السينما مالا يقل عن 8 دورات سينمائية، أهمها دورة المخرج الأمريكي الكبير جون فورد (1894-1973) التي ستسمح باكتشاف قامة سينمائية تركت أثرا عميقا في سينما بلده والعالم بأسره ن وهو معروف خاصة بنيله جائزة الأوسكار لأحسن مخرج أربع مرات، محطما بذلك رقما قياسيا لا يزال قائما إلى اليوم منذ انطلاقته عام 1917، إذ أنجز 142 فيلما، فقدت للأسف 53 منها وسيكتشف المشاهد الجزائري أو سيعيد اكتشاف مشاهدة العديد من روائعه منها مثلا "عربة الجياد" المنتج سنة 1939. 

كما ستسجل السينما اليابانية حضورها من خلال واحد من ألمع ممثليها وهو المخرج أكيرا كوروزاوا (1910-1998) والذي عمل لما يزيد عن ستين سنة، مخلفا وراءه 30 فيلما متميزا مثل "السموراي السبعة" سنة 1954 والتي برمجها المتحف. وقد فاز هذا المخرج بأوسكار لمجموع أعماله ونال جوائز أخرى قيمة تعد بالعشرات منها السعفة الذهبية بمهرجان كان عام 1980. 

من بين سينمائيي النخبة، يوجد مخرج لا يزال على قيد الحياة وهو الإيراني عباس كيارستمي من مواليد سنة 1940 بطهران ويلقب بـ"أوركسترا الفن السابع" كونه يعمل كاتب سيناريو ومركبا ومديرا فنيا ومخرجا ومنتجا وهو أيضا شاعر ورسام، نال في مسيرته ما يقارب الـ60 جائزة منها السعفة الذهبية عام 1997 عن فيلمه "طعم الكرز" الذي أدرج ضمن الدورة الصغيرة التي سيخصصها له متحف السينما الجزائرية. 

وضمن المواعيد السينمائية الكبيرة، ستكون هناك برمجة لأعمال المخرج الأمريكي نيكولاس راي (1911-1979)، الذي برمجت له 3 روائع، علما أنه كان مخرجا وكاتب سيناريو وممثلا بارزا إلا أنه لم يحصل على أية جائزة كبيرة مع أنه من مجددي السينما الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية. دورة أخرى مخصصة للمخرج الهندي الكبير ساتياجيت (1921-1992)، وهي جديرة بالمتابعة مع برمجة 6 أفلام ستسمح باكتشاف البعد المجهول في السينما الهندية والتي تعد السينما الأغزر إنتاجا في العالم. 

نشأ هذا المخرج الهندي في عائلة أدباء، ويملك في رصيده 40 فيلما ذات مضامين قوية وجمالية خاصة سيستمتع بها هواة السينما عند عرضها. 

وستختتم البرمجة هذه مع دورة المخرج الألماني فريتزلانغ (1890-1976) بفيلمين من سجله الثري ويعتبران من أروع أعماله "ميتروبوليس" سنة 1927 و"الدكتور مابوز اللاعب" سنة 1935، وقد عمل هذا المخرج العبقري في ألمانيا ثم انتقل إلى الولايات المتحدة وأنجز 42فيلما هي من تراث السينما العالمية. للإشارة، فإنه إلى جانب الدورات، يقترح متحف السينما ـ في إطار ذكراه الخمسين ـ عدة أفلام من توقيع أسماء لامعة منها غي فان سانت ومايك لأيوتافياني وغيرهم. 

 

مريم. ع

من نفس القسم الثقافي