الثقافي
حبيبة جحنين تسافر في أهوال الماضي بحثا عن إمكانية التعايش مع الآخر
في ديوانها الموسوم بـ"شظايا البيت"
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 05 جولية 2015
تطرح حبيبة جحنين في مجموعة قصائد جديدة بعنوان "شظايا البيت " (صادرة بالفرنسية - غير مترجمة) اسئلة حول الحداد واعادة بناء الذات وذلك من خلال البحث في الحب عن امكانية الصمود والتأمل في مآسي او تراجيديات الماضي التي تضعف العيش معالاخر.
تعود حبيبة جحنين المعروفةأكثر في الجزائري بكونها مخرجة افلام وثائقية في هذه المجموعة الشعرية الثانية لها (60 صفحة عن منشورات برينو دوسي لطرح مسالة البقاء بعد مأساة شخصية او "الحرب" كموضوع رئيسيمن خلال 29 قصيدة.
تستحضرالشاعرةفي هذه الكتابات التآملية والحميمة زخم من المشاعر(الحب والخوف والغضب والوحدة...) ومجموعة من المفاهيم (الذاكرة والنسيان والهوية واللغة...) لتطوير كلام لا يقبل الا " لغة الشعر" لدرء الصدمات الناتجة عن العنف الارهابي الذي عرفته الجزائر في تسعينات القرن الماضيبعد ما عجزالكلام عن وصفه.
تواصل حبيبة جحنين في هذه القصائد التساؤل عن العلاقة مع الغير ومع المجموعة بعد سنوات الدم لاسيما في اشعارالحب التي جاءت في مقدمة الكتاب.
تغرد هذه القصائد التي تحمل عناوين مثل "البعيد.... القريب جدا" و"العاشقون الوهميين" او "ابجدية الجسد"-التي جاءت بصغةالمتكلموالغائب-لتناغم العشاق في"ليلة او ليالي الحب التي تطارد الاشباح "...
كما أن هذه الاشعار تشكل بالنسبةللشاعرة فرصة للتساؤلبوضوح عن امكانية أن نحب من جديد بعد أن "تعلمنا فقط أن نموت" ويتجلى ايضا هذا الهوس بخصوص احتمال العيش مع الاخرعندما تتحدث عن مستقبل المجتمع وتقول حبيبة بمرارة في قصيدة "العالم عند اقدامنا" وهي من اكثرالقصائد اثارة للمشاعر انه من "فرط المشي في طريق المقابر اصبحنا نعتقد انه لا يمكن ايقاف الموكب".
ويبدو أن علاقة حبيبة بالذين رحلوا مهمة حيث تتذكر مرار في ديوانها الاشباح و" الحراس المخفيون" حراس"الذاكرة" و"النسيان" في تلك السنوات الاليمة ويتضمن المؤلف ايضا في الجزء المعنون بـ"محادثات اخرى مع الاشباح" اشعارا نظمت على شكل تساؤلات حول النسيان والخوف والمصالحة.
ويتطرق هذا العمل الذي جاء على شكل سلسلة متعاقبة من لحظات الحياة العابرة إلى موضوعنادرا ما قدم في الحقل الادبي الجزائري سواء في القصة او الشعروكتب بأسلوب قوي معتمدا على جمل بسيطة ذات ابعاد عميقة، يعطي هذا المؤلف الجديد صورة أكثر حساسية وحميمية عن حبيبة جحنين المناضلة وصاحبة الافلام الوثائقية والمكونة.
ولدت حبيبة جحنين في 1968 وعملت منذ سنة 2000في حقل الافلام الوثائقية حيث انتجت في 2011"قبل اجتياز خط الافق " يتحدث عن الالتزام السياسي منذ 1988 وايضا "رسالة إلى اختي"(2006) عبارة عن تكريم لروح اختهانبيلة المناضلة التي اغتيلت في فيفري 1995، وكانت حبيبة جحنين ايضا مؤسسة جمعية "السينما والذاكرة "والمشرفة على ورشة "بجاية وثائقي" الذي ساهم منذ2007 في تكوين العديد من المخرجين الشباب.
مريم. ع